متفرقات

خيارات روسيا… د خالد جمال!!!!

هل صحيح ان روسيا الاتحادية لا تملك خيارات اخرى غير استمرار العدوان على اوكرانيا، بما بات يعرف بالعملية العسكرية الخاصة، هل صحيح ان روسيا الاتحادية لا تملك خيارات اخرى غير التصادم مع الغرب وبشكل ادق مع ذراعه العسكري او ما يعرف بالناتو هذا ما يزعمه بوغدانوف المفكر الذي يقف خلف سياسات بوتين ومدفيدف ولافروف، فهل هذا صحيح؟

قبل ان نجيب بالايجاب او النفي فلنراجع التاريخ قليلا .

في عام ١٩١٧ انسحبت روسيا من الحرب العالمية الاولى التي كانت فيها حليفة لبريطانيا وفرنسا، انسحبت تحت تأثير الثورة البلشفية حين اصر لينين بأن هذه الحرب هي حرب بين القوى الامبريالية، فوقع صلح بريست -ليتوفسك وتنازل للالمان عن الكثير من الاراضي لانه اراد ان يتفرغ للوضع الداخلي واتمام انتصار الثورة على القوى المعادية.ونتيجة لذلك فقد خسرت روسيا اي منافع او امتيازات او اراضي وخاصة عند تقسيم الاراضي العثمانية .

بعد انتصار بريطانيا وفرنسا واميركا في الحرب العالمية الاولى كان خيار روسيا ان لا تشارك في الحرب وحصدت النتيجة.ثم قام الاتحاد السوفياتي برئاسة ستالين ، الذي اضطر ان يشارك في الحرب العالمية الثانية بعد تعرضه لعدوان بربري من المانيا النازية، وكانت النتيجة ان حصل الاتحاد السوفياتي بعد حربه مع الحلفاء ضد النازيين على اغلب اوروبا الشرقية التي اخضعها لحكم الاحزاب الشيوعية وانشأ فيها حلف وارسو، الذي خاض معه الحرب الباردة.

كانت الخيارات مختلفة بين الانسحاب او المشاركة مع الغرب وكانت النتائج واضحة.

في ذروة الحرب الباردة ،حدث شيء شبيه لما يحدث الأن في اوكرانيا ولكن بشكل اكبر. غزت القوات السوفياتية افغانستان ، لتثبيت حكم الشيوعيين ، فتصدى لها الغرب بشكل غير مباشر، عبر تمويل وتجهيز فصائل المقاومة الاسلامية ، بما فيهم المجاهدين العرب، وكانت النتيجة كارثية على الاتحاد السوفياتي الذي اضطر الى الانسحاب الكامل من افغانستان عام ١٩٨٩، وليس مصادفة ان يكون هذا هو التاريخ نفسه ، لسقوط جدار برلين.وبعده بداء تفكك الاتحاد السوفياتي ، وتحديدا من روسيا ،التي اعلن برلمانها ،ان روسيا ما عادت قادرة على تحمل اعباء ١٤ دولة يتكون منها الاتحاد السوفياتي ، فكان الفراق ، وكان الخيار هو التقرب من الغرب.فماذا حدث بعد ذلك؟

وصل فلاديمير بوتين الى السلطة،وما كان ليقبل ان تكون روسيا الاتحادية ،دولة عادية في لعبة تقاسم النفوذ والأمن العالميين،بل اراد ان يعيد امجاد روسيا القيصرية ، والاتحاد السوفياتي، مع انه لا يملك الادوات ولا الارضية لفعل ذلك، فغرق في لعبة العدوان وخاصة في دول الاتحاد السوفياتي السابق ، وبعض دول الشرق الاوسط وافريقيا،ولكن الاهم في اوكرانيا ،حيث فشل في اجتياحها ،فسيطر على الاقاليم الاربعة ، ويخوض حربا اشبه بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى ، ولا يختلف عنها الا بالصواريخ المجنحة والمسيرات.اما حلفائه ولاسباب مختلفة ،كان من المفترض ان يكونوا خصومه ، اكانت الصين ،التي تنظر بحسد الى الاراضي الخالية من السكان في القسم الاسيوي من روسيا، او ايران صاحبة العقائد الاسلامية المتطرفة.

في روسيا نظام ديكتاتوري ،مغلف باغطية الديمقراطية الكاذبة،الشعب هناك اوروبي ،يريد ان يتقاسم رؤيته للعالم مع الغرب ،الذي عرفه وتعامل معه على مدى عصور ،وهو لا يختلف عنه في القيم الثقافية والدين واللغة.وخيارات السلم والتعاون دائما مطروحة على الطاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »