كيف تتخلصون من الذكريات المؤلمة .. ؟؟!

الدكتورة فاتن جابر محمود
افتحوا في حياتكم صفحات جديدة للأمل
إن الخطوة الأولى والأهم في التخلص من الآلام والأحزان هي رميها خلف ظهورنا، وعدم البكاء عليها والتوقف عندها لفترة طويلة بل على العكس من ذلك علينا دائماً أن نتذكر أن هناك أملاً وحياة تستحق أن نعيشها، وأن الغد لا بد وأن يكون أفضل وأكثر فرحا وسعادة فالأمل هو مفتاح البقاء ولولا الأمل لما استطاع الإنسان الاستمرار في ظل كل ما يمر به من ظروف ومواقف وتذكروا دائما أن بسمة الأمل هي العصا السحرية التي تمحو آلام الماضي ومرارتها وأنه وحده فقط القادر على محو الآلام والأحزان الماضية
تحدثوا عن ألمكم
هذه الخطوة هي إحدى خطوات التخلص من الحزن والألم ولا بد لك من البحث عمن تشكو له همكم وتفضون إليه بجراحكم وهمومكم حتى تتخلصوا من كبتها بداخلكم وتتحرروا من سيطرتها عليكم وعندها تستطيعون الاستمرار لا تفكروا بأن حزنكم هو ملك لكم وحدكم ولا يهم أحداً غيركم فمشاركة الآخرين لكم أحزانكم وآلامكم هي خطوة إيجابية في طريق التخلص من همومكم وذكرياتكم.
أنظروا إلى مستقبلكم
علينا أن نتذكر دائماً أن الذكريات ما هي إلا مجرد ذكريات وإلا لما أطلقنا عليها اسم ذكريات وهذا وحده كفيل بأن يجعلكم تقفوا من جديد وأن تنظروا إلى الأمام بعين ملؤها المستقبل والأمل لأن ما فات قد مات وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أبدا وحاولوا دائما تجاهل ما يؤلمكم ونسيانه أو على الأقل المرور عليه مرور الكرام دون ترك الحبل للذكريات والأحزان بالسيطرة عليكم وأغلقوا هذا الباب الذي لن يعود عليكم إلا بمرارة وغصة تتجدد كلما فكرتم بالماضي
تعلموا محو أحزانكم
عليكم أن تتقنوا هذا الفن وحاولوا دائماً تجاهل ما يؤلمكم وما يكدر صفو حياتكم بمرارته وحزنه فمحاولة محو الحزن والذكريات المريرة ما هي إلا خطوة عملــية في التخلص من الحزن والتغلب على تلك الذكريات أما المحاولة دائما في استرجاع ما فات فما هو إلا الرغبة في البقاء سجناء لتلك الذكريات والآلام الماضية.
لا يوجد من هو خال من الهموم
هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها مهما شعرتم بأنكم تعيشوا حزناً لا يوصف أو أنكم صادفتم أصعب الأمور وأكثرها ألماً ولكن تذكروا دائما كما أن ألمكم يفطر قلبكم فإن هذا أيضا.شعور الآخرين فكل يرى ألمه أشد وأصــعب ولكن في الحقيقة هي أن الحياة لا تخلو من الآلام ولكـل حزنه وذكرياته المريرة فالحــياة بطبـيعتها عـبارة عن ضحكات ودموع وهذا هو حال الجميع ولستم وحدكم من تعيشوا ذلك كما أنه لا بد وأن يكون هناك آخرون يعــيشون ظروفا أقسى وأشد حزنا وهما من ظروفكم فمن رأى هموم الناس خفت عنه همومه وعندها اشكروا الله، واقبلوا واقعكم وحياتكم التي لا بد أن تكون أفضل من حياة آخرين ولكن لا تبحثوا عمن هم أكثر حظاً منكم وتقارنوا حياتكم بحياتهم وتعلموا دائما البحث عمن هم أقل حظا منكم وأكثر هماً وحزنا لتحققوا ذلك
تذكروا أن عثرات الماضي هي نقاط قوة للمستقبل
إن كل تجاربنا وما نمر به في حياتنا ما هو إلا دلائل وإشارات لطريق المستقبل الذي يجب أن نحرص دائما على أن يكون أفضل وأن نتعلم من أخطائنا وأحزاننا كيف هو طعم ومذاق السعادة، وألا نجعلوا الأحزان والهموم تشدنا إلى الهاوية والقاع وإلا فالنتيجة لن تكون إلا تراجعا يليه تراجع لا ينتهي أبدا فنقف عاجــزين عن التقدم والاستمرار إلى الأمام مهما حاولنا وانتظرنا ذلك
تعلموا العمل لمستقبلكم القادم
مهما مرت بكم ظروف قاسية وآلام مريرة فهذا لا يعني التوقف عند تلك الأحزان والآلام بل عليكم العمل لغدٍ أفضل ومستقبل مشرق تحاولوا فيه جاهدين التعلم والاستفادة من أخطاء وعثرات الماضي لتجعلوا أيامكم أكثر سعادة ومليئة بالنجاحات والانتصارات التي تحققوها بنفسكم ولنفسكم لتغيروا بها موازين حياتكم لصالحكم أنتم
أسترجعوا فقط الذكريات الجميلة
كلما شعرتم بأنكم تميلون لأحزانكم وذكرياتكم الأليمة حاولوا استرجاع أيام وذكريات جميلة عشتوها أيضاً فللحياة أيضاً جانب مشرق في كل وقت ورغم كل الآلام والظروف القاسية فإن تذكرتم تلك الأوقات السعيدة له دور في التخلص من الشعور بالحزن على ما فات وما مضى، ومهما كانت لحظات السعادة بسيطة وقليلة، فإن الوقوف عليها
له دور قوي وفعال في تحسين مزاجكم وحالتكم النفسية جربوا ذلك، فكلما تذكرتم ذكريات السنوات الماضية وحزنا مررتم به آنذاك حاولوا استرجاع اللحظات السعيدة أيضا في ذلك الوقت لتجعلوها هي الحاضرة في ذاكرتكم وعقلكم
دمتم بخير