خاص التحري نيوز

خاص : هكذا يواجه حزب الله تهدديات الحرب!



كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”.

مضحك هذا الكمّ المهول من التهديدات “الإسرائيلية” للبنان..! من يتابع مستجدات الأحداث لا يجد يومًا خلا أو يخلو من رعديد وزمهرير كبار قادة الكيان الاحتلال السياسيين والعسكريين منذ بدء المقاومة اللبنانية عملياتها العسكرية لمساندة غزة على مدى 118 يومًا؛ حتى بات اللبنانيون يحفظون عن ظهر قلب المواقف التهويلية التي يجترّها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، ويسخرون من عاراضاتهم الإعلامية وهم يتغنون بقوتهم أمام الشاشات، كأننا في الزمن الغابر..
كل ذلك غايته واحدة؛ وهي تعويض فشلهم وعجزهم في الميدان، حتى بدا جيشهم، والذي أجرى منذ حرب تموز 2006 مئات المناورات، كسيحًا غارقًا في حقل ألغام غزة ولبنان.
لم يجد كل هذا الصراخ العالي من قادة الاحتلال نفعًا؛ فلا هو أوقف عمل المقاومة، ولا حدّ منها، ولا أرعب بيئتها وجمهورها اللبناني، وإن وجد قلّة من المطبّلين والمزمرين له ممن يغرّدون دومًا خارج السرب الوطني، ولو أرفق هذا التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، بحملات تهويل إعلامية ورسائل ضغط دبلوماسية عبر سعاة البريد الدوليين متعددي الجنسيات، والذين ما إن يغيب رأس أحدهم حتى تطل قدم آخر.
فلو كانت حكومة نتنياهو الغارقة في مستنقع غزة قادرة على فتح جبهة ثانية لفعلت ذلك، منذ اليوم الأول للعدوان، ولما احتاجت أن ترسل كل هذا العدد من الوفود الدولية الى بيروت، ولما احتاجت أن تنتظر أكثر من مئة يوم لتتخذ قرارًا بذلك، سيما أن الاوضاع والآثار المهولة التي خلفتّها عمليات المقاومة على شمال الكيان الغاصب ليست مستجدة، إنما بدأت مع اليوم الأول للعدوان.
أما تفسير عدم مغامرة العدو على جبهة لبنان، فمردّه أولًا إلى قوة ردع المقاومة التي تقف حائلًا ومانعًا بمواجهة الاحتلال، والذي يخشى بدوره من حرب متزامنة على جبهتين، وفقًا لما عبّر عنه كبار جنرالات جيشه السابقين، ومنهم اللواء احتياط إسحاق بريك، والذي عرّى تهديدات قادة حكومته وجنرالات جيشه بتأكيده مؤخرًا أنّ: “الجيش” لا يستطيع خوض قتال في جبهتين، وأنه حتى في جبهة واحدة هو لا ينجح بالقضاء على “حماس”. وهذا ما أكدته الوقائع؛ يوم شاهد العالم مشاهد جنود الجيش “الإسرائيلي” وهم يخرجون من غزة فرحين محتفلين لأنهم ما يزالون أحياء.
في المقابل؛ لم ترتعد فرائس المقاومة جراء كل هذا التهديد “الإسرائيلي” مهما علت نبرته، فواجهته بتحدٍ وصلابة، معربة عن استعدادها؛ بل اشتياقها للمواجهة في ما لو ذهب “الجيش الإسرائيلي” نحو توسيع عدوانه باتجاه لبنان. وهو ما برز على ألسنة قادة الحزب؛ ومنهم أبو الشهداء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، والذي أكد بوضوح جهوزية المقاومة للذهاب نحو النهاية، إذا ما أراد العدوّ أن يشنّ حربًا على لبنان، مشيرًا في الوقت ذاته الى أن العدو “الإسرائيلي” غير جاهز للحرب أمام ما أعدّته له المقاومة الإسلامية في لبنان، مشددًا أنها ستُريه كلّ بأسها وستمضي في الحرب التي يفتعلها ويُقدم عليها حتى يكون مصيره على المحكّ”.
في الخلاصة، يظهر أن جعجعة قادة حكومة نتنياهو لا تعدو كونها في الهواء الطلق، موجهةً لحلفائها الغربيين أكثر ممّا تعني المقاومة.. فهي تتلو مزاميرها عليهم يوميًا لتسمعهم أنها الضحية المزعومة، وعليهم إنقاذها وإنزالها عن الشجرة عبر إيجاد مخارج وحلول سياسية مناسبة لها بمواجهة حزب الله.
كل ذلك لا يعدو كونه صريخًا دبلوماسيًا وسياسيًا لا ينجع ولم ينجع يومًا بمواجهة المقاومة، والتي تبقى يدها على الزناد دومًا هي العليا، ويد الجيش “الإسرائيلي” هي السفلى بعدما فشل وانكفأ في غزة، ولم يجد أمامه إلا العويل والصراخ، وسحب الألوية المتعبة والمنهكة تباعًا.. ليبرز السؤال الآتي : “يهددون لبنان ويهددون .. أفبهؤلاء المتعبون سيقاتلون؟!”.
ولتبقى عبارة سيد المقاومة :”يا هلا ومرحب”، أفضل ردّ ساطع بكلمتين على بحر تهديدات العدو “الإسرائيلي” بشنِ حربٍ على لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى