خاص : الحريري لم ينسى غدر ” القوات ” والزيارة الاخيرة كشفت المستور .
كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”
ليس سرا ما يتردد على لسان العامة وقبلهم سياسيين على دراية بخفايا الامور ، من نقمة حريرية على جعجع . فالنسبة لهؤلاء لم يحفظ رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمانة الحريري (الأب) وقابل الابن بالغدر والتنكّر له والوشاية به، ليكون مصداقًا جليًا لقول المتنبي :”وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا”.. إذ مجرد ما علّق رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري عمله السياسي، قبل ثلاث سنوات، لم يخفِ جعجع طموحاته لتزعّم الطائفة السّنية، فسارع إلى تقديم نفسه بديلاً جاهزًا عن الحريري، معبرًا عن ذلك في العديد من المواقف والاستحقاقات، لا سيما حينما سعى لوراثة الأخير وكتلته النيابية خلال الانتخابات السابقة.
شكّلت عودة سعد الحريري الأخيرة إلى بيروت لإحياء ذكرى استشهاد والده مناسبة لإعادة طرح تساؤل جوهري فحواه :”من يريد فعلاً عودة الحريري إلى العمل السياسي وله مصلحة بذلك، ومن لا يريدها ولا مصلحة له بها؟”..
هذا؛ لاسيما أن فرحة العودة التي عمّت الطائفة السّنية ومحبي الحريري، بما حملته من رسائل للداخل والخارج، نغّصت على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أحلامه وقزّمتها، وهو ما بدا واضحًا من عدم ترؤوسه للوفد الذي زار بيت الوسط بذريعة ظروفه الأمنية. وهي زيارة “رفع العتب”؛ والتي ترافقت مع تفاصيل بيّنت حجم التباعد؛ بل والتناقض بين الطرفين، بدءًا من طريقة استقبال الوفد وتأخير موعد لقائه الذي تباين نواب القوات أنفسهم في كيفية ستره؛ فمنهم من نفاه نفيًا قاطعًا؛ فالنائب فادي كرم نفى الحديث عن أي تأخير، وقال إنه كاذب وبعيد عن أرض الواقع؛ والنائب سعيد الأسمر لم ينفِ التأخير وإن حاول تظهير سببه بحجّة غير مقنعة، وهي أنّه سبب: “تقني؛ ويعود لتأخرهم بالوصول الى بيت الوسط بسبب الحشود في محيطه”.
وكذلك حاولت الماكينة الإعلامية والسياسية “القواتية” التخفيف من وطأة ما حصل، من “بهدلة” و”سمة بدن” في بيت الوسط، منعًا لعدم تسجيل خصومهم المسيحيين نقاطًا سياسية عليهم، فوصفت الزيارة بأنها “أكثر من ممتازة”، وأن “الأجواء محببة” .. إلّا أن كل وقائع الزيارة تؤكد عكس ذلك، وتُظهر أن الجرّة بين معراب وبيت الوسط مكسورة، والدليل أن الحريري بادر على الفور إلى “لطش” الوفد الزائر بالقول: “كيفو الحكيم؟ سلمولي عليه”؛ ولأن الوفد “القواتي” فهم مقصد الحريري ومغزاه وكأنه يقول لهم: لماذا لم يأتِ على رأس الوفد؟! بادروا سريعًا إلى الرد على الحريري، بالقول: “إن ظروفه الأمنية منعته من الزيارة”.
لكنّ مصادر بيروتية متابعة رأت في حجة “الظرف الأمني” عذرًا أقبح من ذنب، مذكرةً بيوم كان جعجع يقضي معظم أوقاته في السنوات السابقة على موائد بيت الوسط، وسألت ألم تكن الذريعة الأمنية حاضرة يوم كانت الأوضاع أسوأ من يومنا هذا؟ وتابعت :”لو سلّمنا جدلاً بصحّة ما يدعون؛ لماذا لم يهاتف جعجع الحريري إذًا ليطمئن عليه، ألا يدلّ ذلك على حجم التباعد بينهما، ويوحي أنه لا يرغب بعودته إلى الساحة السياسية ولا يرحب بذلك، لأنه يسعى لاختطاف زعامة المعارضة وجمعها تحت جناحه، الأمر غير الممكن تحققه إذا ما عاد الحريري للعمل السياسي مجددًا”.
“حالفهم الحريري فخذلوه وغدروه.. خانوا الأمانة بكرسي الزعامة (المعارضة).. شيمهم الغدر ونكران الجميل، ولولاه لما خرجوا من أقبية سجن وزارة الدفاع بعفو عام” – تقول المصادر- وتضيف: “فكيف وهو من فتح لهم باب قريطم ومكنّهم ماليًا وانتخابيًا وسياسيًا كي يستعيدوا عافيتهم ودور “قواتهم” على الساحة المسيحية..”، ومن ثم تختم، المصادر البيروتية قائلة:”وإن تمادى جعجع في غيه وألاعبيه السياسية البهلوانية؛ فإنّ سعد الحريري لا يلدغ من جحر مرتين، ولم ينسَ بالتأكيد من غدره لكنه ينتظر الوقت المناسب ليعود ويردّ الصاع صاعين، وكل شي بوقته حلو”.