ثقافة و فن

عن أميرة الأحلام: الشعر المتمرد والشغب الجميل

علي العزير ـ بيروت

إمرأة مشاغبة حتى آخر رمق من حروف كلماتها المثقلة بالدهشة. طفلة نسيت أن تكبر.. وآثرت البقاء على مقربة من أحلامها المفعمة بالبراءة. تصدمها الحياة.. فتربت هي على أكتاف العمر.. ثم تهمس في أذنه بلثغة محببة: “سأبقى مبتسمة.. متفائلة.. ولسوف أغفر لكل الأشواك التي أدمت قلبي.. الأرجح أنها لم تتعمد أن تفعل”.
شاعرة متمردة أبت الدخول الى عالم الإبداع من تحت أقواس الأوزان والقوافي.. اختارت طريقها المتفردة.. حيث ينبعث الذهول من منعطفات المعنى.. وتنبت الأسئلة في حقول الذكرى دونما سعي نحو إجابات شافية.
وهي سيدة الوجع المقيم أيضاً. تخبىء جراحها في منحنيات صوت مرصع بمزيج سحري من الكشف والكتمان. ثم تشرع أبواب الإصغاء أمام تفاصيل الحكايات القادمة من صوب فجر وبحر وبوح أمين.
أميرة الأحلام هي. لا يهم إن كان الإسم حقيقة أو خيالاً.. لا تبدو معنية بأن تشي ملامحها المستترة خلف الزهور بما يختزنه قلبها العامر بالألم. تحاذر الإقتراب من دموع تلامس الأجفان الوارفة بالحسرة على إيقاع الوميض. تنساب من بين التجارب المضرجة بالخيبة، ثم تتألق فوق مدار الرؤية ابتسامة صاخبة تنثر الفرح على امتداد المشهد.
من الصعب الإحاطة بإمرأة امتلكت هذا القدر من الشغب الطفولي النقي. ومن المتعذر تبيان مقدار الروعة في قصائدها الشفافة وقد رفعت الكلفة بينها وبين المعنى والمبنى. كما من المحاذي للاستحالة رصد الزلزال الذي تولده كلماتها في المشاعر بدرجات عالية من مقياس الدهشة. كل ما يسعنا حيالها هو الإكتفاء بتبيان آثار الهزات الإرتدادية في القلوب.
أميرة الأحلام وليمة إبداع عامرة بالمفاجأة المتجددة. وموعد دائم مع معجزة لا تكف عن الحدوث.

زر الذهاب إلى الأعلى