بوتين بونابرت … د . خالد جمال .

ينسى بوتين نفسه وهو يتأملها في المرآة،يحاول وهو الهائم حبا بها ان يجد قواسم مشتركة مع القادة العظام عبر التاريخ.انه بنفس طول ستالين ،لكنه لا يملك حاجبيه ولا شنبيه ولا لكنته الجورجية ،ولا يملك تاريخه كممثل للبلاشفة ،وامينا عاما للشيوعية العالمية ،وقائدا سوفياتيا استطاع ان يجعل نصف اوروربا ونصف اسيا تحت سيطرته.
يهز بوتين رأسه ،لا تناسبه المقارنة مع ستالين ، ينتقل الى القائد التالي ،هتلر ، اين هو من براعة هتلر في الخطابة ،اين هذا الشغف وهذه النبرة ، والقامة لا تقارن ايضا ،والشعبين مختلفين ،فالالمان يتميزون على عكس الروس بالدقة والتنظيم والبراعة في الصناعة وفي التقنية.لقد استطاع هتلر بين ليلة وضحاها ان يجتاح اوروبا باكملها ،وكاد مع حلفائه ان يسيطر على الكون ، ولكن الاميركيون هزموه مرة اخرى ،بعد ان فعلوها في الحرب العالمية الاولى ،التي كان هتلر نتاجها.
يعدد بوتين خياراته التي بقيت ،يريد ان يشبه احد قادة العصر الحديث الذين تميزوا بالفتوحات والانتصارات .لم يبقى امامه الا نابليون ،قصير القامة ،خفيف الشعر ، سريع الغضب ،وعيونه تلمع كالثعالب ،وهو وحده كان قادرا على ان يغزو اوروبا دون ان ينسى افريقيا واسيا ،وان اوقفه الجزار امام اسوار عكا ،وضربه نيلسون في البحر ،الا انه عاد ليجدد مجده ويغزو المانيا وايطاليا حتى وصل الى روسيا نفسها ،وهنالك تعلم الدرس ،دون ان يستفيد منه هتلر ،لا يمكن غزو روسيا.يحك بوتين جبهته ويفرك ذقنه ،يبدو نابليون مناسبا للمقارنة ،فهو مثله بالصفات ،ويقوم بغزوات في اوروبا واسيا وافريقيا ، ولكنه ينسى بان نابليون ابن الثورة الفرنسية ،وكان يحمل معه في الفتوحات العسكر والعلماء معا ،وكانت رياح التنوير تطير معه في حله وترحاله ،بينما بوتين لا يملك الا الاسلحة النووية يخيف بها العالم الذي يخشاه ، بكل الالوان والاطياف ،فاذا لم ترضخوا لي سوف ادمركم.