خاص التحري نيوز

خاص : رغم تحفظات البعض على حزب الله … سنة  لبنان لم يتخلوا عن ماضيهم…




كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”

طوال التاريخ تفاعل أهل السنة والجماعة في لبنان مع قضاياهم الوطنية والقومية والإسلامية في العالم العربي والاسلامي، فهم من صلب وقلب هذا العالم ومن نسائج هذه البيئة، فهم ليسوا طارئين عليها حتى يركبوا موجات الحياد عنها، ويعتلوا صهوة السلام والاستسلام والتطبيع مع عدوهم .
لطالما وقف السنة تاريخيًا بوجه الاستعمار الفرنسي والبريطاني وقاوموه لعقود من الزمن، ولطالما حملوا السلاح وإلتحقوا بكل فصيل مقاوم منذ تأسيس الكيان الغاصب، فكانوا قوميين وناصريين وفتحاويين..، ولن يضيرهم اليوم أن يكونوا حمساويين، أو مع من يحمل السلاح بوجه “اسرائيل”، ومن البديهي والطبيعي جدًا أن يقفوا موقفهم المشرف مع غزة، كأنهم يقفون مع أنفسهم، لأنهم يشعرون أن أهلهم وأبناءهم من يذبحون ويبادون على مرأى ومسمع العالم أجمع.
      
ليست الاحصاءات واستطلاعات الرأي المؤشر الوحيد الذي يؤكد وقوف الطائفة السنية بكلها وكلكلها الى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان، فالتعبير عن هذا التضامن، برز بكافة أوجهه، وإذا كان الوجه الأقوى والأشد تأثيرًا وإيلامًا هو حمل السلاح وقتال العدو من جبهة الشمال كما فعلت حماس و”قوات الفجر” في الجماعة الاسلامية والجهاد الاسلامي في لبنان، إلا أن من لم يستطع حمل السلاح جاهر بدعمه لغزة ومقاومتها فتفاعل وحضر في ميادين التظاهر، وفي الدعم المالي والاعلامي والشعبي، ولم يفوت مناسبة الا ورفع فيها اسم غزة وفلسطين وصور أطفالها العزل، وتفاعل معها بما ملكت يداه، وحتى بالدعاء.
أهل السنة في لبنان مجبولون على طينة وهيئة المقاومة وداعميها في لبنان، ولم يحيدوا عنها رغم كل الضغوطات والاغراءات التي مورست أو قدمت لهم، وهم لم يسمحوا لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن يجرهم بلقاء أو مؤتمر هزيل الى موقع لا يمثلهم ولا يشبههم..، ولم ولن يبصموا أو يعطوا توقيعهم على بيان يطعن المقاومين ويصوب عليهم في شتى الميادين، بيان صيغ بأحرف “اسرائيلية” الى حد لم يتسع فيه حتى ذكر غزة وحرب الإبادة التي تتعرّض لها بحرف واحد، ولا تضامن مع اهلها وما لحق بهم ولا أدان العدو ولا من يحزنون ..، فأهل السنة والجماعة في لبنان لا يتفقون بطبيعة الحال مع أعداء وخصوم المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية انما هم من أشد المؤيدين والداعمين لها.. .
ما لم يقدر عليه جعجع عجزت عنه دول ممن تصنف نفسها بـ”عرب الاعتدال” وأخرى غربية تآمرت لعقود على الفلسطنيين واللبنانيين وكل العرب لتصفية قضيتهم المركزية الأم وأنفقت مئات مليارات الدولارات لأجل ذلك، لكنها لم تستطع أن تزحزح أهل السنة أو تأخذهم الى مكان آخر، فهم قد لا يكونوا من مؤيدي حزب الله في السياسة، وقد يكون لديهم تحفظات كثيرة على أدائه السياسي، لكنهم في المقاومة يتلاقون وينسجمون معه، والدليل الأبرز على ذلك كان خطاب ومواقف المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ حسن مرعب الذي كان من أشد المعارضين لحزب الله قبل طوفان الأقصى، لكنه بات يردد اليوم “حزب الله خصمنا ولن أخون الله من أجل خصم لي في لبنان. في معركة الله مع العدو الاسرائيلي لن نكون الا مع الله وما يرضي رب العالمين…
هذا الالتفاف الاسلامي في لبنان حول فلسطين وغزة بمواجهة العدوان “الاسرائيلي” بعد “طوفان الأقصى” خلق أجواءً من الارتياح والانسجام، أضيفت لأجواء الارتياح الاقليمي الذي أضفاه التقارب الايراني السعودي قبل سنة ونيف، هذا التكاتف والتضامن يعد نقطة قوة بمواجهة هشاشة وضعف “بيت العنكبوت” “الاسرائيلي”، الذي صدّعته ضربات المقاومين، وشتت شمل مستوطنيه، الذين بدأوا يفكرون جديًا بالرحيل، جراء فقدانهم للأمن والأمان الذي عوّلوا على جيشهم توفيره، فظهر أنه عاجز عن حماية جنوده ومجنزراته، كما تهشمت المظلة الدولية التي كانوا يلوذون بها، بفضل ضربات المقاومين في جبهات المساندة، والمواقف الشعبية المؤيدة والداعمة.

زر الذهاب إلى الأعلى