خاص التحري نيوز

عالسكين يا بطيخ … د . خالد جمال

تجار الخضار والفواكه يحتلون مكانة مرموقة، في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في منطقة الضنية، وخاصة في بلدة بخعون. ويخطىء من يظن ان العنوان يهدف الى الاساءة اليهم ، بل على العكس نريد لفت الانتباه الى الذكاء الفطري الذي تحلى به هؤلاء حتى وصلوا الى اعلى المراتب. ونريد ان نصنف بعض ميزاتهم التي جعلتهم يسبقون اهل العلم والثقافة.
اولاً، لم يكتف التجار بما بين ايديهم من خضار وفواكه، تباع في المحلات والمستودعات والشبرات، وانما وسعوا اعمالهم، واصبح قسم كبير منهم يعمل بتجارة البناء وتجارة الأراضي والعقارات، ومنهم من طور اعماله الى التقنيات الحديثة، والكمبيوتر والمختبرات والتأمين وغيره.
ثانياً، عندما ضعف الانتاج الزراعي في منطقة الضنية، لم يضعفوا وانما وسعوا تجارتهم الى جميع انحاء لبنان، وخصوصاً إلى منطقتي البقاع وعكار حيث السهول الواسعة والغلال الوافرة. واقاموا البرادات وشبكات النقل المختلفة، لكي يؤمنوا حاجات السوق المحلية والعربية، واستخدموا في ذلك جميع الوسائل حتى الطيران.
ثالثاً، قاموا بمأسسة تجارتهم، وجعلوا لها برامج ومباني وبرادات ومراكز ادارة ، واحضروا لها نخبة المحاسبين والمحامين والبنكيين، ورجال الادارة اصحاب التعليم العالي.
رابعاً، قاموا بالانتشار في جميع دول العالم ، بعد ان كانوا محصورين في الستينيات في دولة الكويت، وهم الان موجودون في جميع دول الخليج وبعض دول العالم.
خامساً، ما عدوا يكتفون بالتجارة في السوق العربية، بل ان بضائعهم تأتي من افريقيا واميركا اللاتينية والهند والصين واستراليا واوروبا واميركا الشمالية، ويتم اعادة توزيعها على الدول العربية بشبكة من العلاقات قل نظيرها.
ملاحظات يجب ان تقال، وهي روح التضامن بين هؤلاء التجار مستواها جيد، فاذا تعرض بعضهم للافلاس او التراجع في العمل، يحاولون ان يساعدوه بما يقدرون .
لقد ادت الوفرة المالية التي امنها هؤلاء التجار، الى تغيير كبير في موضوعين رئيسين، البناء والتعليم، فلقد بنوا اجمل الابنية السكنية الحديثة، وقاموا بارسال اولادهم الى ارقى الجامعات في اوروبا واميركا وفي لبنان. والآن لا يخلوا بيت في بخعون من المتعلمين، خريجي ارقى الجامعات.
ملاحظة اخيرة، المال والعلم لا يكفيان، ويجب ان يضاف اليهما الثقافة والعراقة والا (كبرت الخسة براسهن)…

زر الذهاب إلى الأعلى