خاص التحري نيوز

فلسطين تحصد نتائج عملية طوفان الأقصى … عمر ابراهيم

ثلاثة دول غربية ( اسبانيا، النرويج وايرلندا) قررت الاعتراف بدولة فلسطين بعد أكثر من 7 أشهر على انطلاق عملية طوفان الأقصى. خبر أثلج قلوب الشعب الفلسطيني المشرد في غزة وفي اصقاع الارض، الا انه في الوقت نفسه شكل صدمة لكيان الاحتلال وداعميه الذين سارعوا إلى محاولة احتواء تداعياته السياسية على دولة كانت حتى الأمس القريب الآمر الناهي والمهيمن على قرارات معظم الدول .
عشرات آلاف الشهداء والجرحى عمدوا بدمائهم الطريق للعبور نحو الاعتراف بدولة سلبت منهم قبل نحو 76 عاما على مرأى ومسمع العالم بأثره، الذي كان يشاهد ويدعم الاحتلال في حرب التطهير التي كان يقودها.
قد يقول قائل أن حجم التضحيات التي قدمت على مدار أكثر من 7 أشهر من الحرب وكمية الدمار الذي لم يشهد له مثيل في عصرنا الحالي هي أكبر من مجرد اعتراف بعض الدول باحقية الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، وفي ذلك قليل من الصواب فالمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في غزة تفوق قدرة اي عقل على تحملها، لكن بالمقابل فإن الشعب الفلسطيني الذي كان يشاهد قضيته تطمس وحقه بالعيش بكرامة ولو بالحد الدنى، لم يجد سبيلا سوى التضحية بارواحهم وباغلى ما يملكون لاعادة تسليط الضوء على هذه القضية وتذكير العالم بأن هناك مئات آلاف من البشر يمارس بحقهم ابشع انواع العنصرية وتصادر أراضيهم وتدنس مقدساتهم ويحاصرون حتى الموت من الجوع .
هكذا انتصر الدم الفلسطيني سياسيا بعدما سجل انتصارات عسكرية على الارض كان من نتائجها كسر هيبة الجيش الذي لا يقهر . هكذا انتصر هذا الدم بعدما خزله حتى أبناء جلدته من عربان ومسلمين، باستثناء مقاومة انتفضت من اليوم الاول لبدء عملية طوفان الأقصى مكرسة بذلك معادلة وحدة الساحات، فكانت الجبهات المفتوحة من لبنان واليمن والعراق وإيران خير داعم، ومعهم احرار العالم الذين خرجوا إلى الشوارع دعما لفلسطين وشكلوا عامل ضغط شعبي على حكوماتهم التي تراجع بعضها عن دعم الاحتلال ولو كان ذلك مجرد مواقف لامتصاص النقمة الشعبية، إلا ان ذلك ما كان ليحصل لولا تلك الدماء والتضحيات,التي أسقطت نظرية بعض المتخاذلين من العربان بأن العين لا تقاوم المخرز وأن هذه الدماء ستذهب دون تحقيق اية نتائج ولو معنوية.

زر الذهاب إلى الأعلى