خاص التحري نيوز

خاص : هكذا نصر الشهيد رئيسي غزة ولبنان؟!




كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”

ليس غريبا على ايران وقوفها دومًا الى جانب قضايا المسلمين والمستضعفين حول العالم منذ إسقاط نظام الشاه أداة أميركا و”اسرائيل” في المنطقة، ونشأة الجمهورية الاسلامية عام 1979 يممت طهران وجهها نحو نصرة قضايا الأمة فكانت على الدوام الى جانب لبنان وفلسطين، وكانت الوحيدة التي دعمت البوسنة يوم تخلى العالم أجمع عنها أمام بطش الرئيس الصربي سلوفودان ميلوزوفيتش.
من هذه المبادئ انطلق الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ليشكل خلال فترة حكمه القصيرة نوعًا ما مدرسة نموذجية في السياسة الداخلية والخارجية فكان القدوة على صعيد الدبلوماسية والعلاقات الدولية وحسن الجوار، وكان الناصر الدائم للقضية الفلسطينية ولبنان ومقاومته في كل حركته وبرامجه وعلى كل المنابر وفي أروقة المحافل الدولية.
ورغم أنه لم يكمل سنوات ثلاث في سدة ولايته الرئاسية أولى رئيسي كل اهتماماته لقضايا العرب والمسلمين وكانت فلسطين حاضرة على الدوام في سلم أولوياته وجدول أعماله حتى الرمق الأخير قبل استشهاده فظل وسيظل صدى كلامه يتردد وهو يوجه سلامه لغزة واطفالها الذين يرتعدون من هول الظلم.. لم يكل السيد رئيسي أو يمل وهو يدافع عنهم ليس في المواقف فحسب إذ سجل عهده اول مواجهة عسكرية مباشرة بين ايران و”اسرائيل”، وأول ضربة صاروخية كبيرة ونوعية هزت عرش الكيان الغاصب وكبّلت يداه الملطختان بدماء أهل فلسطين وحرب الإبادة الجماعية لاستئصالهم من ارضهم بظل صمت عربي مخز وعالمي مريب.
على الصعيد الدبلوماسي لم يأل الرئيس رئيسي وطاقمه الوزاري على رأسه الوزير النشط عبد اللهيان جهدا ولم يترك دولة الا وطرق بابها ليس لتحسين العلاقات الثنائية فحسب بل لرفع لواء فلسطين عاليًا، فزار تركيا وروسيا طاجاكستان واذربيجان.. كما زار الصين في اول زيارة لرئيس ايراني منذ ٥ سنوات وزيارة رسمية منذ عقدين وثلاث دول في اميركا اللاتينية، كوبا فنزويلا ونيكاراغوا.
وانتهج رئيسي سياسة الانفتاح وحسن الجوار، فعمل منذ بدء ولايته على إعادة تفعيل علاقات ايران مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ففتح قنوات التواصل معها واستطاع بفترة قياسية استعادة العلاقات بعد قطيعة طويلة فيما عرف باتفاق بكين، الذي توج بزيارته التاريخية الى الرياض ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مسجلاً بذلك أول زيارة لرئيس ايراني منذ أكتر من عقد من الزمن.. كما شارك في القمة العربية الاسلامية في مدينة جدة التي جددت التأكيد على مركزية قضية فلسطين ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات “الاسرائيلية” عليه. كما زار الرئيس الايراني الشهيد قطر وسلطنة عمان وكل من سوريا والعراق والجزائر، لكنه لم يكتب له زيارة الكويت رغم رغبته بذلك، ولا الامارات بعدما كان وجه دعوة للرئيس الاماراتي محمد بن زايد آل نهيان لزيارة طهران.
أما علاقة إيران بلبنان، فقد شهدت زخمًا قويًا في عهد الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي، والشاهد على ذلك زيارات وزير خارجيته الشهيد حسين أمير عبد اللهيان المكوكية المتكررة الى بيروت، إذ لم يكن يفصل بين الزيارة والاخرى أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، وكانت جميعها تحمل عروضًا وهبات ايرانية سخية لم يتلقفها لبنان في مجالات إنشاء معامل لانتاج الطاقة ومترو أنفاق في لبنان، وعرض المساعدة بتوفير الوقود وتأمين حاجات لبنان من الأدوية والاغذية والمستحضرات الطبية.. لم تقتصر اهتمامات زيارات عبد اللهيان على العلاقات الثنائية مع لبنان، فالمقاومة كانت حاضرة دومًا في لقاءاته مع قادتها وفي سعيه الدؤوب في الأشهر الثمانية الأخيرة لايقاف العدوان الصهيوني على غزة، واظهار مظلومية الشعب الفلسطيني وفضح جرائم العدو على الصعيد الدولي.
إنه هذا غيض من فيض حركة الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي والوزير الشهيد حسين أمير عبد اللهيان.. وهو ما نال محبة وتأييد الشعب الايراني واحترام شعوب العالم.. إذ فرض الشهيدين نفسيهما على معارضيهم.. وبذلك أتى تشييع الشهيد الرئيس ابراهيم رئيسي ورفاقه المهيب ليشكل استفتاءً شعبيًا على نهجه وخياراته المقاومة، سيما أنه قدّم تجربة للرئيس النموذجي خادم الشعب وخادم المقاومين والمستضعفين المخلص، والمضحي من أجلهم وفي سبيلهم، ليعيد بذلك تجديد روح الثورة في أبناء شعبه، فكان مصداقاً حيًا لمبادئها، السامية ومنها فلسطين.. وهو الذي استشرف أن “المستقبل للمقاومة”، وتوجه للمقاومين الابطال واعدًا إياهم بالقول:”لن نترككم وحدكم.. فلسطين ستنتصر بلا شك.. القدس لنا والنصر لنا”.

زر الذهاب إلى الأعلى