خاص التحري نيوز

غيمة الرشيد … د . خالد جمال .

 

اريد اولا ان اعترف ،بأن الذي لفت انتباهي الى هذا الموضوع ، هو الاستاذ حازم صاغية ،في مقالته اليوم في الشرق الاوسط.ولكن فلنعد الى الموضوع ،كان امير المؤمنين هارون الرشيد ،ينظر الى الغيمة في السماء ، ويخاطبها ،اذهبي حيث شئت ،فان خراجك سيعود الي.
ونحن نريد ان نسأل ،دون ان نغوص في فلسفة الاشياء ،الى من يعود خراج هذا الصراع الذي يدور رحاه في ارجاء الشرق الاوسط وتحديدا فوق غزة ؟
اولا نريد ان نشير الى ان الفريق الذي يهتم بالمقاومة ، واطرافها ، يعلم بان هذا الخراج سيعود الى ايران ، وستقوم هي بتوجيه المياه الهابطة الى الارض في اقنيتها وسواقيها، وتعلم اين تفجرها وفي اي وقت مناسب ،او تحولها الى السدود والبرك وتبقيها هناك لتفاوض من يحتاج اليها وفي اي وقت ، وما يمكن لها ان تستبدل لقاء هذا السيل الجارف من الامطار الذي استودع ثكناتها.
ولكن الموضوع هذا بسيط اذا قورن بما يمكن ان يحدث على الصعيد الاخر ، اي الصعيد العالمي ،الذي يشهد حراكا نشطا لدعم القضية الفلسطينية او هكذا يتهياء لنا ، فاين ستمطر غيمة الرشيد ولمصلحة من في اخر الامر .
هل ستتمكن اي من هذه الحركات الشعبية ، او المحاكمات ،او التحركات الطلابية ،او مواقف بعض الدول الاوروبية من تأمين اي من حقوق الشعب الفلسطيني ،يعني هل ستؤدي هذه الوحشية الاسرائيلية ،او الصمود الفلسطيني ،الى ان تمطر غيمة الرشيد في اقنية العدالة الدولية ، وسواقي اصحاب القرار العالمي لينتج عنها قوة دافعة لحجر القرارات التي تؤثر على مصير الشعب الفلسطيني ،بما فيها قرار اقامت دولته المستقلة وذات السيادة ،ام ان دولة اسرائيل والقوى العالمية الداعمة لها ،بالاضافة الى غباء ورعونة المشرفين على قيادة فكر الصراع مع الغرب ،دون ان ننسى المصالح العميقة لهذا الغرب ومفاهيمهم في الحروب على المتطرفين والاسلاميين المتشددين ،سيدفع هذه الغيمة الى حيث هي مصالح اسرائيل والغرب معا ،والذي يفعل ما يفعله ليس من اجل مصلحة الاسلاميين ،وانما من اجل ان ينعم بغيوم الرشيد دون ان ينسى بتروله وغازه.

زر الذهاب إلى الأعلى