مجتمع

مستقبل التعليم بين الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية ودور الاعلام…

اعداد الباحثة والاعلامية: ليا عادل معماري

في الوقت الذي يشهد فيه عالمنا تطورا سريعا في الثورة الرقمية والتكنولوجية نتيجة التقدم المتسارع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. الامر الذي أدى الى اعتماد تطبيقات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي الذي بات هاجسا في حياة كل منا.
على الرغم من الايجابيات التي تعكسها الثورة الرقمية وكذلك الذكاء الاصطناعي الا ان هذين التطورين يثيران تساؤلات مهمة تحدد مستقبل التربية والتعليم.
اكثر من ذلك، واذا ما تعمقنا بالموضوع الاعلامي يتراءى لنا أن الابتكار والقيادة في الإعلام يشيران إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين صناعة الإعلام والتواصل. في العصر الحديث، أصبحت التكنولوجيا لا غنى عنها في عالم الإعلام، حيث توفر فرصًا هائلة للابتكار وتطوير الصناعة. بحيث تعتبر التكنولوجيا وسيلة قوية لتحسين عمليات الإنتاج والتوزيع والتسويق في صناعة الإعلام. فمن خلال استخدام الأجهزة الذكية والتطبيقات المتنقلة، يمكن للمستخدمين الوصول إلى المحتوى الإعلامي بسهولة وفي أي وقت ومن أي مكان. كما يمكن للمنتجين الإعلاميين استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة المحتوى وتوصيله بشكل أكثر فعالية وفاعلية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في توفير فرص جديدة للابتكار في صناعة الإعلام وتعزيز التفاعل والمشاركة بين الجمهور، . فمن خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الأخرى، الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والزمن الحقيقي ، يمكن للمستخدمين التفاعل مع المحتوى والتعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم. وهذا يساهم في تعزيز التواصل وبناء علاقات أقوى بين الجمهور ووسائل الإعلام.
باختصار، يعد الابتكار والقيادة في الإعلام من أهم العوامل التي تساهم في تطوير صناعة الإعلام وتحسينها. من خلال استخدام التكنولوجيا بشكل فعال وذكي، يمكن للمنتجين الإعلاميين تحقيق تقدم كبير في تقديم المحتوى والتواصل مع الجمهور.
وبالتالي ستنقسم الورقة البحثية الى جزئين : الجزء الاول بعنوان: مستقبل التعليم بين الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية ، أما الجزء الثاني: فيتناول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام والتواصل؟
من هنا نسأل: ما هو الذكاء الاصطناعي؟ تحديات التعليم على ضوء الذكاء الاصطناعي؟ -كيف سيتم إقناع الرأى العام بالانخراط في ثورة الذكاء الاصطناعى الجديدة؟ أهمية ايجاد نواة متخصصة في تطوير برامج الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته داخل المجتمع؟ أين يكمن دور الاعلام في دعم المهارات والابتكار؟ كيف يمكن للقادة في صناعة الإعلام استخدام التكنولوجيا لتحقيق الابتكار؟

-الجزء الاول
أولا : ما هو الذكاء الاصطناعي ؟ ونطاق تطبيقه في صناعة الإعلام والتواصل؟
الابتكار والقيادة
بحسب المصادر والمراجع، في العام ١٩٥٦ ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي في سياق مؤتمر دارتموث في كلية دارتموث College Dartmouth بالولايات المتحدة الأمريكية في نفس العام، الذي نظمه عالم الكمبيوتر الأمريكي جون مكارثي، وحتى اطلق المركبة الفضائية باستخدام الكمبيوتر العام ١٩٧٩.
وبدأت وتيرة التسارع في علم الذكاء الاصطناعي في بداية القرن الجديد حتى أصبحت وتعداه بعد ذلك ليصبح هناك روبوت يتفاعل مع ُ الروبوتات التفاعلية متاحة في المتاجر، المشاعر المختلفة من خلال تعابير الوجه، وغيرها من الروبوتات التي أصبحت تقوم بمهام صعبة كالروبوت نوماد Nomad الذي يقوم بمهمة البحث والاستكشاف عن الأماكن النائية في القطب الجنوبي، ويحدد موقع النيازك في المنطقة. نعم لقد أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة لا خيال، وجاءت سنة ٢٠١٨ لتكون بمثابة النقلة الكبرى للذكاء الاصطناعي، فقد نمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات، ويتضمن الذكاء الاصطناعي عديدا من الأبعاد التى يجب أخذها فى الاعتبار عند فهمه، فهو يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات، أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة.
وفي مجال التعليم تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعى أيقونة أحدثت نقلة حقيقية علمية، بعدما قامت بعمل جيد فى تدابير الحدّ من انتشار وباء كورونا المستجد، حيث اتخذت سياسات التعليم عن بعد للحدّ من حضور التلاميذ والطلاب، وتجنب الاختلاط فى المدارس والجامعا . فأهميته في التعليم تأتي من أنه يعمل جنبا إلى جنب مع العقل البشري في توليفة محسوبة ومتقنة، تترجمها ُّ تطورات التكنولوجيا المختلفة، وبسببها أصبح البحث على شبكة الإنترنت جزءا من التعلم المدرسي، كما حلت الأجهزة اللوحية محل الكتب أو بعضها في ُّ ُ الذكاء المدارس، إلا أن هذه التطورات قد تفقد بريقها أمام ما هو مرتقب من دخول الاصطناعي قطاع التعليم، الأمر الذي بدأ يطل برأسه فعلا، واعدا بتحولات غير مسبوقة.

– مجالات تطبيقه
تتعدد مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي بتطبيقاته المختلفة فى الميدان التعليمي، ومن مجالات هذا التوظيف أنها تساعد فى تمكين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحصول على الاستقلالية والإنتاجية، حيث يتم تطبيق “الذكاء الإصطناعي لمساعدة المكفوفين والذي يمكن من خلاله قراءة النص بصوت عال ، والتعرف على الأشخاص وعواطفهم. ويمكن المصابين بالعمى أو ضعف الرؤية من القدرة على استكشاف العالم من حولهم عن طريق استخدام تجربة صوتية ثلاثية الأبعاد . وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل دعم الفئات المهمشة في المجتمع، من خلال برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعمل على مساعدة ضحايا العنف الأسري، ومن مجالات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي مجال التنقيب عن البيانات Data Mining ويعنى ُ البحث عن بيانات محددة ُ وأنماط معينة ضمن مجموعة كبيرة من البيانات ّ بواسطة برامج حاسوبية، إذ تستطيع المؤسسات الاستفادة منها في تطوير أدائها. وتكمل باسترجاع المعلومات Retrieval Information و، ُيقصد بها إجراء عملية البحث عن عبر الويب، وذلك من خلال البيانات والمستندات أيا كان نوعها، والتي قد تكون موجودة مفهوم الويب الدلالي Web Semantic ّ الذي يحول البيانات الموجودة على شبكة الويب العالمية إلى قاعدة بيانات تترابط فيها المعلومات، بحيث تكون مفهومة من قبل الآلات ولا يحصر استخدامها على البشر فقط، وهذا يشبه ما يقوم به الإنسان عندما يحاول حل مشكلات جديدة تصادفه في حياته اليومية اعتمادا على خبراته وتجاربه السابقة، وعبر توقعاته للنتائج المحتملة، ومن خلال مهاراته في الاستنتاج والمفاضلة بين أحسن الحلول المتاحة . ومن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعى مجال التفكير المنطقي والتفكير الاحتمالي في المنطقي التفكير، أما التفكير الاحتمالي فيأخذ بمفهوم الاحتمال والبعد عن التأكد من المعرفة، وذلك للتعامل مع جميع الظروف المستقبلية غير المؤكدة، والتي تحتمل الشك في حدوثها.
ثانيا :تحديات المستقبل التعليمي والتربوي في ظل استخدام الذكاء الاصطناعي
اي إيجابيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي.
ان الإيجابيات التي رصدت للذكاء الاصطناعي في الجانب التعليمي والمتوقعة كثيرة، من أهمها
— تعزيز تجربة التعلم بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في:

-تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية وزيادة مشاركتهم واستيعابهم للمعلومات.

ـ استخدام الوسائط المتعددة والتفاعلية يجعل الدروس أكثر متعة وشيقة وتجذب اهتمام الطلاب.

ـ استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في توفير مصادر تعليمية إضافية ومنصات تواصل لتحقيق تفاعلات طلابية مثل المناقشات الجماعية والتعاون على المشاريع.

ـ تحسين تخصيص المناهج التعليمية وفقًا لاحتياجات كل طالب يعد أحد الفوائد الهامة للاستخدام الذكي للذكاء الاصطناعي في التعليم، كما تعمل التقنيات الذكية على تحليل استجابات الطلاب وتوفير محتوى ملائم ومتنوع يلبي احتياجاتهم التعليمية الفردية.

ـ التعلم الفعال من حيث التكلفة:
رغم أن بعض الدول العربية ما زالت تعتمد التعليم المجاني، وأن وزارات التعليم فيها تتحمل جميع التكاليف التعليمية إلا أن الذكاء الاصطناعي في التعليم ـ عموما ـ يؤدي إلى تقليل تكلفة التعليم من منظور المؤسسة التعليمية وبشكل كبير جدًا إذا تم استخدامه لإمكاناته. إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة عدد من المهام المخصصة للإدارة والمعلمين وتكنولوجيا المعلومات. على سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي تولي المهام اليومية مثل الدرجات والجدولة وإدارة البيانات وحتى التدريس.
ومع وجود الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أيضا للمؤسسات التعليمية توفير الميزانية عن طريق تقليص الموارد المطلوبة للعمل بكفاءة، وبالتالي زيادة الفعالية من حيث التكلفة.
-ومن إيجابيات الذكاء الاصطناعي أيضا التقييم والتحسين المستمر بحيث:

ـ يمكن لأدوات تكنولوجيا التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي جمع بيانات وتحليلها وتقديم التقارير للمعلمين حول نتائج تعلم الطلاب وأنماط سلوكهم.

ـ بالإضافة إلى ذلك يمكن للمدرسين الحصول على فرصة لنقل استراتيجيات التدريس الخاصة بهم إلى المستوى التالي وتقديم أفضل الخبرات التعليمية لطلابهم.
-التقليل من الأخطاء والمخاطر التعليمية:
كثيرا ما يصدر عن المعلمين والإداريين أخطاء تعليمية أو تقنية قد تؤدي بمصير بعض المتعلمين، لكن الذكاء الاصطناعي إذا أستغل بشكل صحيح فلن يرتكب نفس الأخطاء.

-تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية واستيعابهم للمعلومات.

مخاطر الذكاء الاصطناعي في التعليم:

لاشك أن مزايا الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية غير محدودة وكلما مَرَّ الوقت وتكاثفت التجارب كلما ظهرت للعيان مزايا أكثر، لكن رغم ذلك لا يخلو استعمال هذه التكنولوجيا الحديثة من سلبيات واقعة ومتوقعة نذكر من بينها:
-تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتصال الإنساني في الصفوف قد يكون سلبيًا، حيث يمكن أن يؤثر على التفاعل الشخصي بين المعلم والطلاب ويقلل من التواصل الحقيقي في الصف. ولقد أثبت بعض الخبراء في الدراسات الحديثة أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يمكن أن يتسبب في «انخفاض قيمة» الاتصال البشري ويؤدي إلى تضاؤل المصداقية.
– تهديد الأمن الوظيفي للمعلم:
يأتي في المرتبة الأولى التهديدات التي يتعرض لها الأمن الوظيفي للمعلمين، ومن المثير للقلق أن التقدم واعتماد الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على الحاجة إلى أدوار وظيفية معينة في التعليم، والطريقة التي يستمر بها الذكاء الاصطناعي في أتمتة المزيد من جوانب العملية التعليمية، قد يكون هناك عدد أقل من الطلبات على المعلمين البشريين، مما قد يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وفقدان الوظائف المحتملة.

-سلبيات جديدة للذكاء الاصطناعي في التعليم هو أنه يمكن أن يكون مكلفًا للمعلمين والمدارس، فليست كل المدارس والمؤسسات التعليمية لديها ميزانية مخصصة للاستثمار في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أن تكلفة التطبيق الشامل للذكاء الاصطناعي في المدارس قد تكون كبيرة جدًا في هذا الوقت، وإذا كان المعلم هو الشخص الذي يتحمل التكلفة، فقد يكون ذلك مكلفًا ويصعب الحفاظ عليه.

-مع تزايد اعتماد المدارس على الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، هناك خطر أن يصبح المعلمون والطلاب معتمدين بشكل كبير على التكنولوجيا، وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى إهمال طرق التدريس التقليدية الهامة وتطوير التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات.

ولتجنب السلبيات الناجمة عن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم يجب اتباع الإرشادات التالية وفقا للخبراء:
– تعزيز تطوير التكنولوجيا التعليمية لتحسين تجربة التعلم للطلاب.
تطوير المزيد من التطبيقات والأدوات التعليمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال
– تحسين تدريب وتأهيل المعلمين لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل أفضل
تعزيز التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الشخصي لتقديم تعليم مخصص لكل طالب.
مواصلة البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم.
-تدريب وتأهيل المعلمين والمتعلمين لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.

-وأخيرا رغم أن إيجابيات وسلبيات استعمال الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية كثيرة ومتداخلة وقد يصعب في البداية ادراكها وتمييزها، لكن هل هذا يدفع المدرس أن يمنع نفسه وطلابه من استخدامه؟ الجواب هو أن عالمنا اليوم في تطور مستمر ومتسارع، ونحن بحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض التعليمية لأن منافعه أكثر من ضرره، لذلك ينبغي عدم التأخر في اعتماده في التعليم بشكل كبير على غرار القطاعات الأخرى، لكن فقط علينا استخدامه بشكل معتدل، وتوجيه طلابنا بعدم الاعتماد عليه بشكل كامل بل ينبغي أن يثقوا في خبراتهم ومهاراتهم بشكل أساسي لتحسين أداءاتهم وتعزيز نجاحاتهم.
الجزء الثاني:
الإعلام على ضوء الذكاء الاصطناعي حيث تعد صناعة الإعلام والتواصل من أكثر الصناعات تأثيرًا في العالم اليوم. فهي تلعب دورًا حاسمًا في نقل المعلومات وتشكيل الرأي العام. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح من الضروري أن تتبنى هذه الصناعة الابتكار والقيادة للبقاء على اتصال مع الجمهور وتلبية احتياجاته. لذلك نسأل : كيف يمكن استخدام التكنولوجيا، وبالأخص تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتحسين صناعة الإعلام والتواصل.
تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أهم الابتكارات التكنولوجية في العصر الحديث. فهي تسمح للأجهزة والبرامج بتعلم وتحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على هذه البيانات. وفي صناعة الإعلام والتواصل، يمكن استخدام التكنولوجيا الذكية لتحسين العديد من العمليات والخدمات.
من بين التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام والتواصل هو تحليل البيانات. يمكن للتكنولوجيا الذكية تحليل كميات ضخمة من البيانات المتاحة على الإنترنت، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لفهم اهتمامات الجمهور وتوجيه الأخبار والمحتوى بشكل أفضل. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات لمعرفة القضايا الساخنة والمواضيع الأكثر تداولًا في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد الصحفيين والمحررين على تحديد الأخبار التي يجب تغطيتها بأولوية.
ومن الجوانب الأخرى التي يمكن تحسينها باستخدام التكنولوجيا الذكية هو الكشف عن الأخبار المزيفة ومكافحة الإشاعات. ففي عصر الإعلام الرقمي، ينتشر الكثير من الأخبار المزيفة والمعلومات غير الصحيحة. ومن خلال استخدام التكنولوجيا الذكية، يمكن تحليل البيانات والتحقق من صحة المعلومات وتحذير الجمهور من الأخبار المضللة. هذا يساهم في بناء ثقة الجمهور في وسائل الإعلام ويحميهم من الانخداع.
الابتكار والقيادة في الإعلام: استخدام التكنولوجيا لتحسين صناعة الإعلام والتواصل
تعد صناعة الإعلام والتواصل من أهم القطاعات التي تعتمد على التكنولوجيا في العصر الحديث. فمع التطور المستمر للتكنولوجيا، أصبح من الضروري على الشركات والمؤسسات الإعلامية أن تكون مبتكرة وقائدة في استخدام التكنولوجيا لتحسين عملياتها وتقديم خدماتها بشكل أفضل.
يعد الابتكار في تقنيات البث والتوزيع في وسائل الإعلام أحد المجالات الرئيسية التي يمكن أن تساهم في تحسين صناعة الإعلام والتواصل. فمن خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، يمكن للشركات الإعلامية تحسين جودة البث والتوزيع، وتوفير تجربة مشاهدة أفضل للجمهور.
واحدة من التقنيات الحديثة التي تستخدم في تقنيات البث والتوزيع هي تقنية البث المباشر. تسمح هذه التقنية للشركات الإعلامية ببث المحتوى على الهواء مباشرة، دون الحاجة إلى تسجيله مسبقًا. وبفضل هذه التقنية، يمكن للشركات الإعلامية أن تقدم تغطية فورية للأحداث الهامة وتوفر للجمهور تجربة مشاهدة حية . بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا في تحسين عمليات الإنتاج والتحرير في صناعة الإعلام والتواصل
علاوة على ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا في تحسين تجربة المستخدم في صناعة الإعلام والتواصل. فمن خلال استخدام التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية، يمكن للجمهور أن يتفاعل مع المحتوى الإعلامي بطرق جديدة ومبتكرة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين عمليات الإنتاج والتوزيع في صناعة الإعلام. فمن خلال استخدام الأتمتة والذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الإعلامية أن تقلل من التكاليف وتزيد من الكفاءة، على سبيل المثال، يمكن استخدام الروبوتات لتوليد المحتوى أو توزيعه بشكل أسرع وأكثر دقة.
ومع ذلك، يجب أن يتبنى القادة في صناعة الإعلام والتواصل مبادئ الابتكار والقيادة للتحقق من النجاح. يجب أن يكون لديهم الرؤية والشجاعة لتحديث العمليات التقليدية واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال. يجب أن يكونوا قادرين على تحفيز الابتكار وتوجيه الفرق نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدى القادة القدرة على التعامل مع التحديات والتغييرات السريعة في صناعة الإعلام والتواصل. يجب أن يكونوا قادرين على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة وتحديث استراتيجياتهم وعملياتهم بناءً على التغيرات في السوق.
أضف الى ذلك، أن الذكاء الاصطناعي يكمن دوره في اتخاذ القرارات الإعلامية
ويعتبر الابتكار جزءًا أساسيًا من عملية التطور في صناعة الإعلام والتواصل. فالقادة الذين يتمتعون بالقدرة على التفكير الإبداعي والابتكار يمكنهم تحديث العمليات التقليدية وتطوير أساليب جديدة لنقل المعلومات والتواصل مع الجمهور. ومن خلال استخدام التكنولوجيا، يمكن للقادة في صناعة الإعلام تحسين كفاءة العمل وتوسيع نطاق تأثيرهم.
تعد تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي من الأدوات الحديثة التي يمكن لقادة الإعلام استخدامها لاتخاذ قرارات أفضل. فمن خلال تحليل البيانات، يمكن للقادة في صناعة الإعلام فهم احتياجات الجمهور وتوجيه محتوى الإعلام بشكل أفضل. وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للقادة في صناعة الإعلام تحسين تجربة المستخدم وتقديم محتوى مخصص وفقًا لاهتمامات الجمهور.
ومن المهم أيضًا أن يكون لدى قادة الإعلام القدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية المستمرة. فصناعة الإعلام تتطور بسرعة كبيرة، ومن المهم أن يكون لدى القادة القدرة على التعامل مع التحديات الجديدة واستغلال الفرص الناشئة. ومن خلال الاستثمار في التعلم المستمر وتطوير المهارات التكنولوجية، يمكن للقادة في صناعة الإعلام الابتكار والتفوق في مجالهم.

-التوصيات
بناء على ما تقدم ، يتبين لنا ما يلي:
-يجب استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية والأبحاث في مجالي اللغة والإعلام لمواكبة احتياجات سوق العمل، وضرورة التركيز على المحاور الحديثة في الإعلام الرقمي ويشمل دمج الصحافة مع الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مبتكر مثل الأخبار المقدمة عن طريق الواقع الافتراضي والمعزز والعمل على الربط بين مفهوم الإعلام الرقمي وحقوق الإنسان
-دراسة دور اللغة والاعلام في إبراز الأحداث الاجتماعية المستجدة بدلا من دراسة الأحداث الاجتماعية النمطية، وأهمية دراسة التنوع الثقافي ودور الإعلام في نشر ثقافة قبول هذا التنوع، وضرورة تشجيع الطلاب على استغلال التكنولوجيا الحديثة لادخار الوقت وتركيز الجهد على الابتكار، مما سيساعد على مواكبة متطلبات سوق العمل الذي يعتمد على التكنولوجيا كعنصر أساسي.
-أهمية تركيز البحوث الطلابية على دراسة اتجاهات الرأي العام ونسب المشاهدة وغيرها، وأهمية تدريب الطلاب على استخدام أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الترجمة والدعاية والإعلان ومجال الأخبار، وضرورة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتأكيد على النزاهة العلمية.
– استحداث فضاءات عمل مشتركة ما بين المحررين والجهات الفاعلة في وسائل الإعلام الاجتماعية، أي منصات تعاون.
– بناء الشراكات من أجل ضمان تمثيل أفضل لأنشطة المجتمع المدني في وسائل الإعلام الجديدة “تدريب الجهات الفاعلة في صحافة الويب، واستحداث زوايا صحفية جديدة، ونادي للصحفيين وغير ذلك.”

زر الذهاب إلى الأعلى