الفسطاطان … د . خالد جمال .
فالوجــــــهُ مثل الصبحِ مُبيَـضٌّ …………….والفَرْعُ مثل الليــــــــلِ مُسْــــــــوَدُّ
ضِدّانِ لمّا اسْتَجْمَعا حَسُنــــــــــا …………….والضدّ يُظْهِرُ حُسْنَـــه الضِــــــدُّ
كل شيء ظهر مع بداية الخلق، اذ ان ابليس ابى واستكبر ، ورفض ان يسجد لآدم، الذي عرف الأسماء كلها، ولكن ابليس اخذ الاذن بصناعة الشرور باشكالها، لابعاد آدم عن الصراط المستقيم الى الضلال. وسواء كان ابليس ملاكاً او فكرة تربض في قلب الانسان وفكره، فانه شكل الثنائي لضده الذي يخوض معه سباق الحياة.
لم يكتشف الفيلسوف الالماني هيجل البارود، حين اشار في احد اهم قوانين الديالكتيك، قانون صراع ووحدة الاضداد، الى ان المهم كيف للاضداد ان تكون واحداً.
وهكذا فان كل شيء ثنائي، يلتف على بعضه ويصارع بعضه، الخير والشر، الحق والباطل، الجمال والقبح، الحب والكره، الليل والنهار، الضوء والظلام، الاليكترون والنيترون ، فاذا حدث الانشطار وقع الانفجار فكانت الولادة او كان الموت.
في ذروة الصراع بين الغرب والشرق، بين الحلف الاطلسي وحلف وارسو، بين اميركا والاتحاد السوفيتي، اطلق رونالد ريغان شعاره الشهير (امبراطورية الشر ) الذي وصم به خصومه واعتبر ان اميركا هي امبراطورية الخير التي سوف تنتصر في النهاية، وبعد ذلك بسنين خاطب جورج بوش الابن، اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر، العالم فقال بأن من ليس معنا فهو ضدنا، وكانه يشير الى انه يمثل الخير الذي سوف ينتصر على الشر.
في المقلب الآخر من العالم ، ذهنياً وفكرياً وجغرافياً، كان بن لادن يخاطب الكون ويقول بان الصراع الآن هو بين فسطاطين، فسطاط الحق وفسطاط الباطل، وان الحق ومهما طال الزمن لا بد منتصر في النهاية، وقبل ان يرمي الاميركان جثته في البحر ، كانت افكاره قد استولدت مجموعات المؤيدين على مستوى الكون.
في الاسبوع الماضي غرد الولي الفقيه، الامام علي خامنئي على منصة x ، بان الصراع ازلي بين الحسينيين ومن يمثلهم ، واليزيديين وما يمثلون، وهكذا فان الحق بيّن والباطل بيّن ، ويستمر الصراع، الى ان يظهر المهدي او المخلص الذي سيملأ الدنيا حقاً ونوراً وعدلاً، بعد ان ملئت جوراً وظلماً.
علينا ان نختار، فعلى زعم نزار قباني، لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.