خاص التحري نيوز

خاص : معلومات تكشف كيفية تفوق المقاومة على تكنولوجيا العدو.

كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”

لا ينكر أحد في العالم حجم التفوق العسكري للكيان “الاسرائيلي” منذ تأسيسه فهو في الأصل غدة سرطانية زرعها الاستعمار البريطاني في منطقتنا وزوّدها ولا يزال بكل ما يمتلك من قدرات وطاقات تكنولوجية لضمان بقائها كجزيرة أقلية صهيونية في بحر عربي واسلامي، ولتأمين هيمنتها على محيطها كي تبقى شوكة في خاصرته، تستنزف طاقاته وثرواته وتبقيه في حال من التوتر والقلائل والنزاعات والفتن والحروب الدائمة.
في كل الحروب التي خاضتها “اسرائيل” ضد العرب كان الغرب حليفها وكان يمدها بجسور جوية من الاسلحة المتقدمة وقطار دبلوماسي وفضاء إعلامي داعم، وكان يحرص على تحقيق بالسياسة والمفاوضات ما لم تستطع آلتها الحربية تحقيقه، وحروب 1967 و1973 بمواجهة دول كمصر وسوريا وما تلاها من حروب ضد فصائل المقاومة وآخرها حرب الابادة في غزة خير شاهد على ذلك.
ولم يستكن هذا الغرب حتى في حالات الاستقرار النسبي ما بين الحروب، وشعار منع وصول السلاح الكاسر للتوازن لدول المنطقة وحركات المقاومة لطالما تردد وسمعناه على ألسنة قادته السياسيين وجنرالاته العسكريين، وهو خاص من أجل ذلك حروبًا أمنية وعسكرية ودبلوماسية، ولم يتوان عن مهاجمة أي قافلة أو موقع يشك أنه قد يغير قواعد اللعبة ويغير موازين القوى، والتاريخ حافل بذلك ولعل أشهرها تدمير موقع الكبر في دير الزور عام 2007 للاشتباه بكونه مفاعلاً نوويًا، هذا فضلاً عن افتعال وإثارة قضية البرنامج النووي الايراني عالميًا من أجل محاصرتها ومنعها من التقدم في هذا المجال بالتزامن مع تنفيذه اغتيالات كثيرة استهدفت العلماء النوويين والخبراء لا سيما المعنيين بتطوير الاسلحة في العالم العربي والاسلامي.
رغم كل ذلك التقييد والحصار استطاعت دول المنطقة وحركات المقاومة الحاملة للواء القضية الفلسطينية تطوير ذاتها بذاتها لامتلاك ما أمكنها من أسلحة تستطيع من خلالها ردع العدو ومنع توسعه بداية وصولاً الى تهشيمه وكشف زيف صورته امام العالم، فقد تكون ايران والعراق واليمن والمقاومة اللبنانية وغيرها من فصائل المقاومة في فلسطين محدودة القدرات لأسباب كثيرة منها الحصار المفروض عليها عالميًا ماليًا وتكنولوجيًا وعلى كافة الصعد، لكنها بالتأكيد تمتلك أدمغة نيرة أثبتت على مرّ التاريخ وفي كل الحروب السابقة والجارية حاليًا أنها تستطيع وبأدوات بسيطة محاربة أعتى الاسلحة التكنولوجية وآخرها الذكاء الاصطناعي، وذلك بشهادة قادة العدو وخبرائهم الذين وصفوا مرارًا وتكررًا ما تقوم به حماس في الجنوب وما يقوم به حزب الله في الشمال بأنه حرب أدمغة.
الأمثلة على تطور قدرات المقاومة واستعصائها على منظومات العدو لا تحتاج الى الكثير من الكلام فهي تتحدث عن نفسها من صواريخ غزة التي لا تزال تصل الى “تل أبيب” بعد أحد عشر شهرًا ومسيرة “يافا” اليمنية على نفس المدينة ومسيرات حزب الله على قاعدة “غليلوت” بجوار تل أبيب وعلى بعد كلم ونصف فقط منها، فكل تلك الصواريخ والمسيرات تجاوزت المنظومات التكنولوجية الدفاعية ومنظومات الذكاء الاصطناعي ووصلت بدقة الى أهدافها البعيدة المدى دون أي اعتراض أو إزعاج.
بإمكان التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أن تدمر وأن تمحو مناطق سكنية عن بكرة أبيها، ومفعولها قد لا يقل أثرًا عن القنابل الذرية والنووية، فهي آلة وحشية من صناعة وابتكار تجار الحروب ومصاصو الدماء الذين ينهشون ويتناتشون ثروات العالم لكن بالتأكيد لن تتمكن من هزيمة الذكاء البشري ولا الإرادة والعزيمة الصلبة المتكئة على الحق المشروع بالدفاع عن النفس والحق بمقاومة المحتل وتقرير المصير، والحق باستعادة كل شبر من أراضي محتلة ومغتصبة، حتى ولو كانت هذه الحقوق تستند في إثباتها وتثبيتها وفي انتزاعها الى سلاح لا يضاهي قدرات العدو وتفوقه التكنولوجي، فهي تستمد شرعية معركتها من الصراع الابدي والازلي بين الحق والباطل.

قد تملك “اسرائيل” الشبح (F35) وتعربد في السماء وتسرح وتمرح بالفضاء الاعلامي فتروج بالعربية” للسرديات التي تخدمها لكنها بالتأكيد لن تمتلك الأرض ولا حق الوجود فيها وستبقى الارض وما تحتها، والجبال وما تحتزن من “عماد” و”أعمدة” تتفوق على قدرات العدو التكنولوجية وذكائه الاصطناعي بسلاح الحق الذي لا يضام.

زر الذهاب إلى الأعلى