صفعة على وجه بخعون … د. خالد جمال .
وجهت قناة المنار، وجمعية تعاونوا، التابعتان لحزب الله، صفعة لبلدة بخعون واهلها، حين أجرت مقابلة مع خالد حسين ناصر ، المدعو ابو ربيع والمعروف بفهد، من أبناء بخعون وتحديداً من حارة حقليت، ومنطقة يعتز اهلها بتسميتها جبل النار. وان كنا لا نلوم حزب الله وجمعية وتعاونوا وقناة المنار، على محاولتهم التدخل لاصلاح وضع شاذ، فاننا بالتأكيد نلوم اهالي بخعون وقواهم السياسية والمدنية ونلوم المجتمع ونلوم الدولة ونلوم انفسنا، على ما آلت اليه اوضاع خالد ناصر واحواله المزرية.
لقد وجهت الصفعة للقوى السياسية على تعددها، ووجهت للقوى البلدية ومن يمثلها، ووجهت لقوى المجتمع المدني، ووجهت للسكان وخاصة المجتمع الضيق في حقليت، ووجهت للأثرياء ومدعي افعال الخير ووجهت للتجار، ووجهت للمتعلمين ومدعي الثقافة، ووجهت للعائلات وللافراد، ولكل من عاش وسكن في بخعون. ووضعت السؤال للجميع ، أتعجزون عن رؤية امراضكم وعيوبكم ؟ وانتم الأقوياء والأثرياء، وكم من (أبو ربيع) آخر يختفي خلف باب، لم تخترقه وسائل الاعلام والجمعيات الخيرية الحزبية بعد.
لقد تعرض ابو ربيع منذ صغره، هو ووالده وامه واخوته، الى كافة انواع الاضطهاد الاجتماعي والعائلي والاقتصادي، فبالاضافة الى الاعاقة الذهنية والجسدية وبالاضافة الى الامراض، كان هنالك تنمر دائم له من المحيط ولكل من يشبهه، وفي حالات استثنائية ونادرة كان يتم العطف عليه ببعض المال، وخاصة حين عمل في مهنة مسحراتي الحي، ولا بد من الاشارة الى ان من تنمر عليه وعلى اهله، احوالهم ليست افضل حالاً، بل انهم ايضا يتعرضون للقهر الاجتماعي ويعانون من التخلف والجهل، ويرمون اولادهم في هذه الحياة دون هدف ولا حماية.
كم من ابو ربيع آخر في بخعون، وهي افضل البلدات في الضنية، فكم من ابو ربيع في الضنية حيث يتحالف الجهل مع التخلف ومع الامراض. وكم من حزب وجمعية وقناة للتدخل في حياتنا لاهداف معلومة او مجهولة، ولكنها تكشف ضعفنا وقصورنا وهواننا على الناس.
علينا ان ندرك بان البحث عن العيوب في مجتمعاتنا الضيقة وكشفها، افضل من اخفاء الوسخ تحت الحصيرة، لانها ستتجمع وتنفجر في وجهنا او تكشفها جمعية وقناة أتت من اقصى لبنان. وبالمناسبة نوجه التحية الى الذين نزعوا يدهم منا وخاصة الاشقاء في الدول العربية الغنية، وتركونا لقمة سائغة في متناول الاوضاع المهترئة.
هي ليست صفعة في وجوهنا بل هي بصقة واثرها سيبقى طويلاً.