خاص التحري نيوز

حزب الله وريث لبنان … د . خالد جمال

لن يعجب هذا الكلام الكثير من اصحابي ، ورفاقي ،والكثير ممن اتشاور معهم في الشؤون العامة ،ولكني ادرك بان الخاطرة ،ان اتمت دورها في الخلد ،فعليها ان تعبر الى العلن ،والا اصبحت كابوسا ،وهو ما لا نتمناه في احلامنا.
صحيح ان حسن نصرالله اعلن مرارا وتكرارا وجهارا ،بان تمويله واسلحته ودعمه كله من ايران ،فكانه بذلك ينفي عن نفسه صبغة لا يريد ان يلطخ نفسه بها ،وانا ارى ان لا مهرب من الحقيقة وان طال الزمن ،وهو الذي كان كفيلا بولادة ونشؤ حزب الله وتمدده ،امدحوا ايران كما تشاؤون ولكن العلة هنا ،هي لبنانية وعربية مائة في المائة.
حزب الله هو وريث عبد الناصر وخطاباته ،هو وريث حركة القوميين العرب ،هو وريث حافظ الاسد وطائفيته وبراغمايته ،وهو وريث صدام وعناده ،هو وريث اليسار والاشتراكيين والشيوعيين العرب ،وهو وريث الديمقراطيين والليبراليين ، هو وريث حركة فتح ،والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ،هو وريث الثورة الفلسطينية ،هو وريث الاخوان المسلمين ،والسلفية والحركات الجهادية ،هو الوريث لبن بيلا ومعمر القذافي والجنوب اليمني ،هو الوريث لظفار في عمان ،و البوليساريو في المغرب ،والطوارق في مالي والانفصليين في تشاد. ولكن الاهم هو وريث لبنان في تركيبته الطائفية ،وريث الموارنة وجموحهم والسنة وطموحاتهم والدروز وخوفهم وباقي الطوائف وقلقهم .
لم يأتي من ايران ،عكس ما يدعي حسن ولم يأتي من السماء كما تريد الحكاية ،بل نبع من هذه الارض المليئة باستقبال كل مجنون يريد ان يهدي الارض الى سواء السبيل ،وكلهم قبله كانوا مثله ،ولكنه رفع الدوز قليلا فما عاد احد يستطيع ان يستحمل ،كل خطاباتنا تشبهه وكل اهدافنا كذلك ،نحن اعاقة بالولادة فلا نرمي يأسنا عليه.
اصدقكم القول ،نحن نختلف شيعة وسنة وعلويين ،والغرب ينظر الينا جميعا كمتوحشين ،ونحن فعلا كذلك ،لاننا لا ندرك مصيرنا ونتقاتل على الهوامش والتفاهات ،بئس الخلافات ونحن ننظر ابادتنا على يد عدو لا يرحم .
لقد دعا نصر الله في احد خطاباته ،بعد ان تنازل عن كبريائه ،الى محاولة وقف الانتصار الاسرائيلي القادم ،في غزة والضفة وانا اضيف وربما في لبنان وسوريا ،فمن يمنع اسرائيل في التمادي في ظل الحشد الدولي خلفها ،وفي ظل خلافاتنا وتشققاتنا ،اذا كان صادقا ،فقد اصاب ،ام ان خالف الحقيقة فويل لما ينتظرنا ،انها دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ،وربما هذا ما يريده البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى