هل بدأت مرحلة عودة النفوذ السوري الى عكار ؟… عمر ابراهيم
لطالما وصفت عكار بأنها خط الدفاع الأول عن الوجود السوري في لبنان، سياسيا واقتصاديا وامنيا، وذلك قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تبع ذلك من تطورات داخل لبنان وفي سوريا نفسها.
هذا التوصيف لعكار لم يكن من الفراغ، فالمحافظة الواقعة في شمال لبنان حافظت على أحسن العلاقات مع السوري، بل انها فوضت المسؤولين في هذا البلد إدارة شؤونها على المستويات كافة، لا سيما الانتخابية منها، حيث كانت اللوائح تشكل برضى السوري ويتم اختيار اسماء رؤساء البلديات والمخاتير وحتى الموظفين من الدرجة الأولى وصولا الى العاشرة، ناهيك عن معالجة المشاكل بين القرى وإجراء المصالحات وتنظيم كل أمور الحياة.
ويمكن القول ان السوري استفاد من هذه العلاقة التي عززت من نفوذه داخل لبنان، كما استفادت عكار بالمقابل من هذا الدعم على صعيد تحسين تجارتها وتأمين كل مستلزماتها من داخل سوريا حتى ان قسم كبير من أهلها كانوا يتلقون العلاج وحتى يعلمون أولادهم في سوريا.
لكن بعد عام 2005 تبدل المشهد وبدأت المحافظة تخرج تدريجيا من تحت عباءة السوري إلى حضن ” المستقبل” وتطور الأمر مع اندلاع شرارة الحرب السورية حيث لعبت بعض قرى هذه المحافظة لا سيما الحدودية منها دورا في امداد ” الثوار” بسوريا بالسلاح والمقاتلين وفي احتضان النازحين، في مشهد فسر على أنه انقلاب على هذا النظام يوازي لدى بعض السوريين الانقلاب الذي حصل في بعض المحافظات السورية التي انتقلت الى حضن المعارضة، وهو ما أثار امتعاض السوري
اليوم ومع سكوت صوت المدافع في الجانب السوري الملاصق للحدود مع عكار وسيطرت النظام على هذه المناطق بعد انسحاب المعارضة منها، فضلا عن تراجع حدة الخطاب السياسي والطائفي وانكفاء تيار المستقبل عن المشهد السياسي في لبنان وعودة العلاقات السعودية – السورية، بدأت المحافظة تشهد انفتاحا على سوريا، كانت باكورته إعادة تفعيل معابر التهريب غير الشرعي وعودة حركة الزائرين إلى سوريا، فضلا عن الاتصالات التي تجريها بعض الفعاليات والمسؤولين في المحافظة لتسوية أوضاع بعض الذين وضعهم النظام السوري على لائحة المطلوبين.
فهل يساهم هذا التحول في العلاقة في إستعادة السوري بعضا من تأثيره السياسي في عكار؟، ام ان هناك جهات سياسية قد تعمل على إعادة الإمساك بهذه الساحة قبل أن تتفلت بشكل نهائي ؟