سياسة

هوكشتاين: الحرب ضدّ لبنان خطر على إسرائيل

على المقلب الجنوبي، غليان حربي متفاقم على امتداد خط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، تكثفت خلاله الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، فيما لوحظ في الايام الاخيرة رفع «حزب الله» لوتيرة عملياته واستهدافاته لموقع جيش الاحتلال والمستوطنات الاسرائيلية.

وتزامناً مع هذا الغليان، ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الجبهة مع لبنان وشن عملية عسكرية ضدّ «حزب الله» لبنان، لخّصها الإعلام الاسرائيلي بتوجيه ضربات جوية واسعة النطاق تطال العمق اللبناني، بهدف تغيير التوازن ضدّ «حزب الله».

واكّدت مصادر قريبة من الحزب لـ«الجمهورية»، انّ الحزب لا يسعى إلى الحرب، ولكنه جاهز للتعامل مع ايّ عدوان بالحزم والقوة اللتين يتطلّبهما، والاسرائيلي خبر المجاهدين في الميدان، وسماحة الأمين العام قال إنّهم إذا ما ارتكبوا الحماقة عليهم أن يستقبلوا إلى جانب مستوطني الشمال، عشرات لا بل مئات الآلاف من المستوطنين الهاربين من المستوطنات الاخرى. وانّ اي اعتداء برّي على لبنان، ستقابله جهوزية المقاومة لتحرير الجليل.

مسلسل تهويل

إلى ذلك، قال مسؤول رسمي كبير رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «البعثات الديبلوماسية الغربية والأممية تنقل الينا مخاوف من التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضدّ لبنان، وتنصح بضبط النفس، ليقينها أنّ فرص الحل السياسي على الجبهة اللبنانية تبدو متضائلة في الوقت الحاضر». وإذ لفت المسؤول عينه الى أنّ «موقفنا واضح بأنّنا في موازاة أيّ عدوان سنكون جميعاً في موقعنا الطبيعي لمقاومته، ولكن في ما خصّ التهديدات الإسرائيلية فهي فعلٌ ماضٍ اعتدنا عليه، وضمن مسلسل تهويل مستمر، ليس منذ بداية حرب الإبادة الاسرائيلية لقطاع غزة، بل منذ ما قبل ذلك بسنوات، حيث أجرى جيش العدو سلسلة طويلة من المناورات العسكرية التي تحاكي عدواناً على لبنان وحرباً على «حزب الله». ولنفرض انّ هذه التهديدات جدّية، فإنّ ردّ «حزب الله» واستهدافه غليلوت قرب تل ابيب اولاً، وصولاً إلى الصاروخ الفرط صوتي الذي سافر 2040 كليومتراً في 11 دقيقة من اليمن الى تل ابيب دون ان تلحظه القبب الحديدية، تدفع نتنياهو وحكومته الى التفكير ألف مرّة قبل العدوان على لبنان».

تخبّط

وسط هذه الأجواء، وصل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى اسرائيل في زيارة تبدو محصورة في منع توسيع المواجهات على الجبهة الشمالية.

وتتزامن زيارة هوكشتاين مع ما يبدو انّه تخبّط يسود المستويين السياسي والعسكري الاسرائيلي، وتفاقم الخلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الامر الذي دفع نتنياهو إلى التلويح بإخراجه من الحكومة واستبداله بوزير آخر، حيث رجح الإعلام الاسرائيلي أن يحلّ جدعون ساعر مكانه.

وليلاً، أجمعت معلومات من جهات متعددة انّ مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من شن حرب أوسع ضدّ لبنان.

وشدّد هوكشتاين على نتنياهو أنّ الولايات المتحدة لا تعتقد أنّ النزاع الأوسع في لبنان سيحقق هدف عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال. واعتبر أنّ الحرب الشاملة مع «حزب الله» تشكّل خطرًا باندلاع نزاع إقليمي أوسع وأطول.

وأكد هوكشتاين لنتنياهو ووزير دفاعه، أنّ الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحل ديبلوماسي في لبنان «سواء بالتزامن مع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة أو بشكل منفصل». وجاءت تحذيرات هوكشتاين في وقت صعّدت فيه القيادة العسكرية الإسرائيلية التحضيرات لحرب ضدّ «حزب الله»، تهدف الى إعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم.

ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الأمن الإسرائيلي اليوم الثلاثاء على تعريف رسمي لعودة النازحين الإسرائيليين كهدف للحرب المستمرة منذ 8 أكتوبر الماضي.

غير انّ نتنياهو ردّ على طرح هوكشتاين بأنّه لن يكون من الممكن إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم من دون تغيير جذري في الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال نتنياهو لهوكشتاين: «إسرائيل تقدّر وتثمّن دعم إدارة بايدن، لكن في النهاية ستقوم بما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».

بدوره، أبلغ غالانت هوكشتاين أنّ إمكانية الحل الديبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية «قد انتهت لأنّ «حزب الله» يواصل ربط نفسه بحماس ويرفض إنهاء النزاع»، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وقال غالانت للموفد الأميركي: «لذلك، الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم ستكون من خلال العمل العسكري».

المصدر: الجمهورية

زر الذهاب إلى الأعلى