خاص : مقاومة مدنية تشد أزر المقاومة العسكرية وتسرع النصر
كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز” .
فتح شمال لبنان وعاصمته الفيحاء طرابلس قلبه وذراعيه لاحتضان اهل المقاومة من الجنوب والبقاع والضاحية.. وانتشرت يافطات الترحيب بهم على الطرقات.. البيوت والمدارس والمستشفيات والصيدليات الكل تجهز للقاء الأحبة في الوطن.. تجندوا لخدمة اهلهم القادمين من تحت القصف ومن بين الركام.. ليسوا ضيوفًا هم اهل البيت اقتسموا معهم كسرة الخبز وتوزعوا الادوار بين من سعى لتوفير اماكن ايوائهم وما يحتاجونه من مقومات الصمود، فرشة حرام مخدة، وما تيسر واخرون توزعوا على الطرقات وزعوا المياه والطعام.
ان تؤدي واجبك تجاه اهالي المقاومين ممن يفنون انفسهم وينزفون دماؤهم ويقدمون ارزاقهم و كل غالي ونفيس على مذبح الوطن لهو شرف ووسام كبير وإن تكن ظهيرا ونصيرا وسندا لهؤلاء الابطال المقدامون الذين يضحون على مذبح الوطن لهو واجب أخلاقي ووطني وانساني بل لعله مقاومة مدنية تؤازر جبهة المقاومة العسكرية وتشد عضدها وتعبر عن تجلي مظاهر الوحدة الوطنية، مانعة العدو من ان ينفذ بين أبناء الوطن ليخلل اسسه وبنيانه المرصوص عبر عملائه في الداخل الذين ينتهزون ويتحينون الفرص للاصطياد في الماء العكر..كما أن مشهد الالتفاف الوطني هذا من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب لم يعكر صفوه كدر ونكد قلة من السياسيين ممن يغردون خارج السرب وممن لا يفقهون معنى التكافل والتضامن والتآخي لكونهم لم يعتادوا يوما الخروج من قمقم زواريبهم الضيقة الى رحاب الوطن الواسعة.
فالمقاومة التي نصرت غزة بعدما وقف العالم صامتا متفرجا على جرائم العدو وحرب الابادة بحق ابنائها .. باتت اليوم وكل يوم تفتخر بلا شك بأنها تركت خلفها ابنائها وعيالها المستورة بين إياد آمنة وامينة.. المقاوم يده اليوم على الزناد يواجه العدو المتوحش المتربص به برًا وجوًا ويعتز بأن ورائه شعب تحول الى سند حقيقي وإلى مجتمع مقاومة صلب ومتماسك .. ما يعزز ويعجل فرص النصر المحتوم أمام هذا العدو الهمجي الشرس ويدب الرعب في قلوبه والضعف في صفوفه، ويدفعه دفعا نحو التراجع بعدما يشعر ان كل رهاناته على أضعاف جبهة المقاومة الوطنية الداخلية باءت بالفشل.
تلك الرسائل الوطنية المعبرة التي عبرت عن نفسها بمبادرات عفوية حزبية أو جماعية أو فردية فاقت كل خطط الطوارئ الحكومية واظهرت ان قلوب اللبنانيين عند بعضها وإن عدوهم واحد ومصيرهم واحد وأنهم يدركون ان مركبهم واحد وحريصون على السير به نحو بوصلة قضيتهم المركزية فلسطين ويقفون سدًا منيعًا أمام كل الامواج الإقليمية والدولية التي تحاول أن تحرف مسارهم وتشغلهم بقضايا سياسية تفضي بهم الى الهوان والاستسلام فقد اثبت هذا الشعب من اقصاه الى اقصاه انه متعالي عن الصغائر وفوق كل الاعتبارات والتفاصيل الصغيرة فحينما يدق ناقوس الخطر باب وطنهم الام لبنان يصبح الجميع فيه موحدين مقاومين كل من موقعه، بينما أظهرت جبهة العدو العسكرية والداخلية في المقابل مدى هشاشتها وانها سرعان ما ستتكسر وتتحطم على وقع أقدام المجاهدين والشعب الذي يحتضنهم ويأوي أبنائهم من خلفهم ليقتسموا النصر القادم بإذن الله كما اقتسموا كسرة الخبز فيما بينهم خلال العدوان على بلدهم لبنان.
عيون المقاومين اليوم على الميدان يسطرون ملاحم البطولة وهم يشعرون براحة داخلية وتكبر قلوبهم بأنهم وهم يقاومون يجدون في كل قرية في لبنان بيوتا لهم ويجدون قبل ذلك قلوبا مفتوحة تنصرهم وتدعمهم بكل أشكال الدعم وتمدهم بالعزيمة والقوة وتشعرهم ان دماؤهم ودماء رفاقهم التي امتزجت مع تراب وطنهم الغالي اثمرت التفافا شعبيا قل نظيره سيثمر نصرا مبينا عاجلا ام آجلا.