لكل طائفة شهيد… د . خالد جمال .
لكل طائفة شهيد تبكيه ، وتندب لخسارته ،وتسترجع كراماته ،لتحيا في ذكراها ،وكل طائفة تملك من الحجج ما يجعل شهيدها افضل من الاخرين ، ولكن الحقيقة الصادمة ،وبغض النظر عن حجم وكبر الثمن المدفوع ،فان لا احد قد اخذ في الاعتبار ،انه في هذا الوطن ،كل شيء يبدو تأسيسيا ،وينتهي مأساويا ،وان كل الشهداء سقطوا على دروب مشاريع كبرى ،سواء كانت مشاريع سيادة مع بشير الماروني ،او مشاريع بناء مع رفيق السني ،او مشاريع كرامة وتحرير مع حسن الشيعي.
نحن لم ننسى الشهيد الرابع كمال الدرزي ،ولكنه لا يملك مكانا في تقاسم السلطة على مستوى الطوائف الكبرى ، المارونية والسنية والشيعية ،ومع ذلك بنى اسطورته الخاصة.
السؤال المطروح ،لماذا تختلف مشاريعنا ،باختلاف طوائفنا ؟
هل بسبب التاريخ الذي يقودنا ؟ ام بسبب الحاضر الذي يفرقنا ؟ام بسبب المستقبل الذي يرفضنا ؟
اليس هناك قيم اخرى يمكن ان نلتقي حولها ، ام نصر على القيم التي تمزقنا ؟ الا يمكن ان نحمل هويات اخرى غير طائفيتنا ؟ ام لا نجد غيرها سبيلا لتحديد شخصيتنا وهويتنا ؟ ها نحن نتعرض للقتل او الشهادة او الارتقاء ،في كل مرة نكاد نصل فيها الى الغلبة على اخصامنا. هل تسألنا مرة لماذا يحصل هذا ؟ ربما ممنوع في هذا البلد الغلبة ، وان استعنا بالعرب مرة وبالايراني مرة وبالاسرائيلي مرات ومرات ، صدقوني بعيدا عن الالم الذي يعصر قلوبنا كلما مات شخص، او تشردت مجموعة ،او نزحت طائفة ،الى ضيافة اخوتها ،فان العيب فينا ،في ضعفنا وفي نزقنا وفي اهوائنا وفي تاريخنا وفي رؤيتنا . الاغنياء يتشابهون لأنهم يتبادلون الانخاب في الافراح ،والفقراء مختلفون ،لانهم يتبادلون الاسى في الاتراح ،نريد الوفرة في العقل والبحبوحة في الرؤى ولا نريد النقار على الفقر ومآسي الماضي.
رحم الله شهداء لبنان وهدى نفوسنا المريضة الى الوطن الواحد الجامع.