خاص التحري نيوز

الامن في طرابلس يهتز ودعوات للمواجهة.. عمر ابراهيم

لم تشهد طرابلس انفلاشا في التفلت الأمني على غرار ما هو حاصل اليوم، حتى اثناء جولات العنف بين التبانة وجبل محسن ، كانت المعارك محصورة الى حد كبير في تلك البقعة الجغرافية ومحيطها.
أزمات كثيرة عصفت بطرابلس وبقيت هذه المدينة تحافظ على الحد الأدنى من الامن في مناطقها وبين احياءها ، وبقيت الحياة شبة آمنة فيها ليلا ونهارا  رغم تسجيل بعض الخروقات لجهة عمليات سرقة من هنا أو هناك وتشليح وإطلاق رصاص ولكن بنسبة ظلت بحسب كل التقارير اقل بكثير مما كان يجري في مناطق لبنانية أخرى بدءا من بيروت وصولا الى البقاع .
ومع انطلاق ” الثورة” لبست المدينة التي تعتبر من بين أفقر المدن على ساحل البحر المتوسط ثوب ” عروس الثورة” فاعطيت دورا رياديا في قيادة معظم التحركات وباتت قبلة ” للثائرين ” ولوسائل الاعلام التي تغنت بالامن والامان الذي تنعم به المدينة وبحسن تنظيمها للتحركات الاحتجاجية واستضافتها للقريب والبعيد.
لكن المدينة المفتوحة على محيط فقير ويقيم فيها ضعف عدد سكانها من ابناء الارياف والنازحين السوريين، لطالما كانت الحلقة الأضعف لتنفيذ كل المؤامرات وإيصال الرسائل السياسية،  بسبب سياسة التهميش والحرمان التي حرمتها على مدار عقود من اية مشاريع حكومية، ونتيجة غياب نوابها وقياداتها عن لعب اي دور إيجابي في رفع هذا الظلم اللاحق بالعاصمة الثانية.
اليوم وبعد أن انطفأ وهج ” الثورة” وغاب جمهورها من المجتمع المدني والطبقة المثقفةوعائلات المدينة، دخلت مجموعات جديدة على الخط تحت اسم ” الثورة” وبدأت تنشط باسمها مستغلة اوجاع المدينة واحتياجاتها وبعضها ربما استفزه ما تعانيه طرابلس والبعض ربما تحرك بحسن نية،  لكن من المؤكد ان  البعض الآخر ووفق  المعطيات يتحركون وفق  أجندة هدفها ضرب ما تبقى من مقومات المدينة وافراغها من المؤسسات الخدماتية فيها على غرار ما حصل من اعتداءات على سرايا طرابلس والمحكمة الشرعية والبلدية والمصارف، واخرها ما تتعرض له محطات الوقود التي رغم كل علامات الاستفهام على عمل بعضها الا ان دفعها الى الاقفال يطرح تساؤلات كثيرة  حول الهدف من وراء ذلك وأن كان استكمالا لافراع المدينة واجبار من فيها على استجداء تعبئة البنزين والمازوت في المناطق المحيطة او اضطرارهم الى اللجوء للسوق السوداء ودفع مبالغ طائلة للحصول على غالون بنزين او بعض الليترات من المازوت.
ووفق مصادر ” التحري نيوز” فان حجم الخروقات الامنية في طرابلس تضاعفت خلال هذه الفترة ، والمتمثلة بإطلاق النار يوميا في الهواء ليلا وإلقاء القنابل والتعدي على محطات الوقود وعلى مؤسسات تجارية ، فضلا عن اعمال السرقة والتشليح وفرض الخوات، وسط غياب تام لنواب الأمة عن اصدار حتى بيانات الشجب والاستنكار خشية خسارة بعض الأصوات الانتخابية او خوفا على مصالحهم “.
وتضيف المصادر ” ان غياب معظم المؤسسات الامنية باستثناء الجيش رغم مطالباته بعمل المزيد ضاعف من حالة الفلتان وجعل المدينة تبدو على انها خارجة عن القانون، وأعطى بعض تلك المجموعات حرية التحرك وفرض اجندتها على الطراباسيين الذين بدأت اصوات بعضهم تعلو مطالبة بحماية مناطقهم وشوارعهم وما تبقى من مؤسسات “.
وتختم المصادر ” ان ما يحصل من اشكالات على محطات الوقود بعضها مفتعل بهدف السيطرة على هذا المخزون وبيعه في السوق السوداء،  ويخشى من ان ينسحب هذا الامر على أمور أخرى مثل الخبر والغاز والطعام، ويصبح ابناء المدينة مجيرين على شراء ما يحتاجونه من السوق السوداء في حال لم تتحرك الأجهزة الأمنية وتضع حدا لهذا الامر، والذي من شأنه أيضا أن يمنع فتنة كبيرة اذا قرر البعض حماية أنفسهم ومصالحهم كما يهددون”.

زر الذهاب إلى الأعلى