متفرقات

حالة تأهبٍ قصوى تعيشها إسرائيل “استعداداً للترسيم مع لبنان”!

 

تسيطر حرب الشائعات على ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، فيما تعيش بيروت أياماً حاسمة على أكثر من صعيد، وتحيط الأجواء السوداوية بكل الملفات الداخلية، بانتظار أن تُفرج من بوابة ملف الترسيم الذي ينتظر عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بجوابٍ من تل أبيب ليبُنى على الشيء مقتضاه.حالة تأهبٍ قصوىلكن مرحلة الانتظار هذه يشوبها الكثير من القلق، إذ كشفت صحيفة “التايمز” الإسرائيلية، أن قوات الأمن الإسرائيلية تعيش في حالة تأهبٍ قصوى بالقرب من الحدود الشمالية، وسط مخاوف من أن يحاول حزب الله تنفيذ هجوم من أجل تخريب المحادثات بين إسرائيل ولبنان حول النزاع البحري، مع المعلومات التي بدأت تتسرب وفحواها أن الطرفين باتا على وشك التوصل إلى اتفاقٍ للترسيم.

وحسب الصحيفة، يخشى مسؤولو دفاع إسرائيليون من أن نصرالله ربما يسعى لاستفزاز إسرائيل مرة أخرى آملاً الحصول على الفضل في أي تنازلاتٍ إسرائيلية قبل توقيع الصفقة. ونقلت عن عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية، قوله أن حزب الله أصبح شديد الثقة في استفزازاته. ما يجعل فرضية إثارة صراع على غرار الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، أمراً ممكناً. مضيفاً أنه يجب على حكومة إسرائيل بذل الجهود لتفادي التصعيد، لكن في الوقت نفسه عليها أن تكون مستعدة لحصوله. وأن الجهود لا يجب أن تنحصر بالرسائل السياسية وإجراءات الجهوزية، بل أيضاً بالسلوك الصحيح في المفاوضات على الحدود البحرية وحقول الغاز.

ورأت الصحيفة أن لبنان بحاجةٍ ماسة إلى اتفاقٍ بشأن الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، لأنه يأمل في استغلال احتياطيات الغاز البحرية لمحاولة التخفيف من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث. ويحدث ذلك تزامناً مع استمرار تأكيد إسرائيل بالسيادة على حقل غاز كاريش وسعيها لتطوير الحقل في الوقت الذي تحاول فيه وضع نفسها كمورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا.اتفاق قريب؟توازياً، قالت “القناة الرابعة” الإسرائيلية إن إسرائيل قدمت من خلال الوسطاء عرضاً جديداً للبنان لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية، وذكرت أن الدولة العبرية أكدت للوسطاء أنها لن تتنازل في مسألة منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها في الآونة الأخيرة لاستخراج النفط والغاز.

ومساء يوم الأحد 21 آب، قالت “قناة 12” العبرية إن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، سيتضمن تخلي إسرائيل عن منطقة معينة بعيدة عن الساحل، مقابل تنازل لبنان عن منطقة أقرب إلى الساحل. موضحةً أنه حتى موعد التوقيع المرتقب الأسبوع المقبل، ستبقى المنطقة في حالة تأهبٍ أمني قصوى. وأن مبعوث واشنطن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين يعمل على تسوية من هذا القبيل لإنهاء النزاع الحدودي وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

في غضون ذلك، نقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر سياسي لبناني قوله إن لبنان لم يتبلغ بأي موقف بشأن أي اتفاقٍ مرتقب لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، يتضمن تنازلاً إسرائيلياً عن منطقة داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ.

وكان مصدر رسمي لبناني أكد في تصريحٍ إلى “سبوتنيك” أن لبنان وإسرائيل اقتربا من التوصل إلى اتفاقٍ بشأن ترسيم الحدود البحرية. مردفاً “نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاقٍ بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وتبلّغنا أن الجواب الذي سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من الجانب الإسرائيلي، رداً على المقترح اللبناني، إيجابي. وهو عائدٌ قريباً إلى بيروت. أعتقدُ أن شهر أيلول سيشهد الحسم في ملف ترسيم الحدود”.الضوء الأخضر الإيرانيوعلى خطٍ موازٍ، نقلت شبكة “ميديا لاين” الأميركية، عن الدكتور الإسرائيلي أومر دوستري، خبير الاستراتيجية العسكرية والأمن القومي، والباحث في معهد “القدس للاستراتيجية والأمن”، اعتقاده أن أي عملية كبيرة ضد إسرائيل ستتطلب الضوء الأخضر من طهران، وهو أمرٌ من غير المرجح أن يُمنح في الوقت الحالي. لافتاً في الوقت عينه أن حزب الله قد يشن هجوماً إذا بدأت إسرائيل في حفر الغاز من منصة كاريش كما هو مخطط في أيلول من دون توقيع اتفاقٍ مع لبنان.

ويعتقد دوستري أن تصعيد الحزب لعنفه ضد إسرائيل، سيكون بهجومٍ محدود. وأكمل متحدثاً عن قدرات الحزب العسكرية “يمتلك حزب الله ما يقرب من 45 ألف صاروخ قصير المدى لا تشمل قذائف الهاون، يمكن أن تحلق لمسافات تصل إلى 40 كيلومتراً، إضافةً إلى قرابة 80 ألف صاروخ متوسط وبعيد المدى، عشراتٌ منها دقيقة التوجيه. ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي الحالية، سيتم إطلاق ما يقرب من 1500 صاروخ كل يوم في المتوسط من الأراضي اللبنانية”.تقييم أمنيوكشف دوستري في التقرير اتخاذ إسرائيل بعض الخطوات استعداداً لمواجهة أي تصعيدٍ مع حزب الله. وبذلك قام الجيش الإسرائيلي بالفعل بزيادة أنظمة الدفاع حول منصة غاز كاريش، بما في ذلك وضع أجهزة استشعار خاصة للتحذير من الأعمال العدائية.

أضاف “استعداداً لبدء إنتاج الغاز في أيلول المقبل، سيكون هناك تقييم للوضع في جهاز الأمن الإسرائيلي الذي سينظر فيما إذا كان سيتم رفع مستوى اليقظة في الساحة الشمالية”.قرار معقدمن جانبه، يقول الجنرال أمير أفيفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنتدى “الدفاع والأمن الإسرائيلي”، لشبكة “ميديا ​​لاين”، إن إسرائيل تدرك اتخاذ حزب الله موقفاً أكثر عدوانية، ومن خلال ذلك يحاول إجبارها على التخلي عن المصالح الاقتصادية الحاسمة في المفاوضات، وتحديداً حقول الغاز في المنطقة البحرية. ويضيف مستدركاً “إنهم يهددون كثيراً لكنهم أيضاً ليسوا متحمسين لمواجهة إسرائيل، أيُ عمليةٍ كبيرة ضد إسرائيل قد تعني جلب الدمار لأنفسهم”.

وشرح أفيفي باقتضابٍ وجهة نظره التي يتشاركها مع جزء لا بأس به في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية، معتبراً إن قرار الحزب بشن هجوم هو أكثر تعقيداً بكثير من قرار حركة “حماس”. فحزب الله جزء من الحكومة اللبنانية ويسيطر عليها إلى حدٍ كبير. وتقف في وجهه معارضة قوية جداً من تكتلاتٍ سياسية توجه له أصابع الاتهام بالمسؤولية عن الأزمة الاقتصادية وانهيار البلاد.

وتابع “وهكذا، عندما يفكر حزب الله في مواجهة إسرائيل، يفهم أنه قد يواجه تهديداً وجودياً. ليس من قبيل المصادفة عدم إقدامه لسنواتٍ عديدة على أي عملية كبيرة ضد إسرائيل. سيكون لهذا الأمر آثار مدمرة على هذه المنظمة، وأعتقدُ أنهم يعرفون ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى