خاص التحري نيوز

خاص : وزير فوق السجّادة الحمراء!

ليس تيمّناً بالفيلم الشهير “أبي فوق الشجرة”، ولكن بلكنة فرنسية باريسية، تمايل وزير الإعلام، في فرنكوفونية تونس، “فوق السجّادة الحمراء”.كان إعلامه (تلفزيون لبنان وملحقاته..) يخبرنا بشيء من الثقة والتباهي عن مؤتمر صحافي يعقده معاليه للإعلان عن مفاجأة سارّة للبنانيين، بأنّ مباريات المونديال ستكون في متناول كلّ الناس، بعيداً عن إحتكار شركة cable vision التي جنت الملايين بفضل تقاعس الوزير المعني ورئيس الحكومة!

فجأة إختفى الوزير وإعلامه عن التهليل للتفاوض الناجح مع قطر، لا صوت ولا صورة، ليظهر – في اليوم التالي – واثق الخطوة “فوق السجادة الحمراء” في تونس، فيها ظهر رئيس حكومته في ملاعب الدولة المضيفة مشاركاً في حفل الإفتتاح، مخبراً إيّانا في صبيحة يوم الإثنين “أنّ الدولة قد عجزت عن فكّ عقدة الأربعة ملايين دولار أميركي..”.

الوزير زياد مكاري، ممثّلاً تيار المرده في الحكومة، طالما تحدّث عن توافقية المرشح سليمان فرنجيه.تُرى، لماذا لم يقدم رئيس تيار المرده على دعم وزيره، من خلال تقديم هدية/نموذج للشعب اللبناني وذلك عبر توفير الكلفة المالية الزهيدة للمونديال، وهو الذي يمون على أمراء النفط في لبنان (آل يمّين)، كما يمون على ثري أفريقيا ومزيارة جيلبير شاغوري الذي عُرف برعايته الدائمة لطموح فرنجيه بالوصول الى قصر بعبدا؟

وإذا كان فرنجيه وحده لا يستطيع أن يوفّر كامل المبلغ، فلماذا لم يحاول أن يستعين ب “صديق” سبق له أن أعلن قبل أيّام عن دعم ترشيحه للرئاسة، وهو القادر ليس فقط على 4 ملايين بل حتى على 40 مليوناً وأكثر!

كان على وزير الإعلام، الذي ملأ سفح جبل تربل بشتلات أرز لن تكون بمنأى عن قطعان الماعز التي ترعى دون حسيب أو رقيب في تلك التلال، أن لا يتلهّى بمؤتمر لا يقدّم ولا يؤخّر في تونس، بل أن يبقى ساعياً وراء حقّ اللبنانيين في مشاهدة المونديال كبقيّة شعوب العالم، وهو حقّ يقع على عاتقه أوّلاً وأخيراً. ولا يعفيه من تهمة التقصير ما تحجّج به من عدم قدرة مجلس الوزراء على الإنعقاد..فكلفة السفر الى مؤتمر الفرنكوفونية كانت لتشكّل جزء من حملة تبرّعات لو قام بها لأفلحت بكلّ تأكيد.

“وزير فوق السجّادة الحمراء” مشهد يثير الأسى والأسف على بلاء الناس بهذه الشريحة من المسؤولين!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى