خاص التحري نيوز

باسيل يرمي حجرا في بئر من سانده .. والحزب يضبط…. عمر ابراهيم

ما اقدم عليه الوزير جبران باسيل يعطي انطباعا ان “طموح” او ” غرور” هذا الرجل لا يعرف حدود، لدرجة أنه مستعد لحرق كل مراكبه لبلوغ ما يصبو اليه .

قد يرى البعض ان من حق باسيل الدفاع عن نفسه والقتال حتى الرمق الاخير للحصول على ما يعتبره حقوق مقدسة في مواجهة خصومه الكثر، فهو

فقد على مدار السنوات الماضية معظم حلفاءه ، بعض النظر عن المسبب، وهو اليوم يقترب من اخر حليف ، ما زال يضبط نفسه ويراعي هواجس حليفه ولكن الى متى؟.

ربّما يظنّ باسيل أنّ المناورة تدوم الى الأبد..وربّما يظنّ أنّه الحلقة الأقوى في المعادلة اللبنانية الداخلية، والتي لا تُلوى ولا تعصر ولا تكسر!

كان على رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل أن يعي ويستوعب أنّ ميشال عون لم يعد رئيساً في بعبدا، وبالتالي أنّ “لعبة” تعطيل الأداء الحكومي لم تعد ملك يديه.ثمّة متغيّرات لا بدّ أن يتقبّلها وأن يتكيّف معها، وأن ينضبط، في مختلف الأحوال، تحت سقف إتفاقية مار مخايل، لا أن يهدّد بالخروج عليها عند كل محطّة خلاف أو إختلاف.فالإتفاق المذكور هو الذي أتى بميشال عون رئيساً للجمهورية، بمعنى أنّ لحزب الله الفضل الأول والأخير في وصوله الى بعبدا، وفي ما وصل اليه باسيل وتياره، فهل هكذا يردّ الجميل، برمي حجر في البئر التي شرب منها حتى الإرتواء، طوال السنوات الستّ الماضية؟

ما جرى بالأمس في تأمين نصاب الجلسة الحكومية، كان لا بدّ منه:من جهة، لأجل تسهيل أمور الناس الحياتية بالنسبة لحزب الله، ومن جهة أخرى، حتى يعود “الصهر الضال” الى رشده..فما الذي فعله وقاله اليوم في اجتماع تكتّل لبنان القوي؟

قد يستطيع أن يعبّر عن غضبه تجاه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي لكل منهما الفضل على الاخر والتنازل لبعضهما في لعبة المصالح، وحتى تجاه من أسماهم “مشغّليه، قاصداً بذلك رئيس المجلس نبيه بري.. ولكن أن يتجاوز كلّ ذلك وصولاً الى التهديد بالتخلّي عن “الورقة البيضاء” في جلسة الخميس، والذهاب كما جاء في كلامه الى “البحث الجاد عن مرشح”، فهذا ما لا يمكن تحمّله في السياسة، كما لا يمكن تصوّر حدوثه على يد الحليف الذي أعطي له “مال قيصر” .

جبران باسيل يلعب بالبلد وبمصيره السياسي على حافة الهاوية.. ولكن ليس بالضرورة أن يتقبّل حزب الله “تمرّد” باسيل الى ما لا نهاية! فالوفاء بالنسبة للحزب ” خط احمر” فهل يدرك باسيل ذلك ويعود الى رشده ام يقرر المضي قدما في معركة قد يكون هو الخاسر الاكبر فيها؟.

 

زر الذهاب إلى الأعلى