محليات

عين الحلوة” يختبر مجدّداً وقف النار

أشارت “نداء الوطن” الى ان حتى ساعة متأخرة من الليل، كان اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في مخيم عين الحلوة يشق طريقه للتطبيق وسط صعوبة بالغة وتعقيدات متداخلة، وبقيت تسمع بين الحين والآخر طلقات نارية متفرقة بعدما شهدت محاور القتال اشتباكات نهارية عنيفة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة ما أدى الى سقوط قتيلين وأكثر من 12 جريحاً ليرتفع العدد منذ بدء الاشتباكات يوم الخميس الماضي الى 7 قتلى ونحو 100 جريح.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ «نداء الوطن»، أنّ وقف إطلاق النار الجديد اتفق عليه في الاجتماع الذي عقد بين اللواء البيسري، و»هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان، في حضور رئيس «لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني» باسل الحسن، حيث قطع المشاركون وعوداً ببذل المزيد من الجهود لتطبيقه من دون أي خرق، بعدما عاتبهم اللواء البيسري من باب الحرص على القضية الفلسطينية وأمن المخيم والجوار اللبناني واستقرارهما.

وقد تكامل هذا الجهد السياسي – الأمني مع وصول عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد إلى بيروت موفداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعاه فيه الى العمل لوقف الاقتتال.

ومن المقرر أن يبدأ الأحمد حراكه السياسي اليوم الثلاثاء فيلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين ليبلغهم رسالة بالحرص على استقرار لبنان، وان المخيمات الفلسطينية، ولا سيما عين الحلوة، لن تكون خنجراً في الخاصرة اللبنانية في ظل الأزمة السياسية والمعيشية والاقتصادية.

وتكامل هذا الجهد مع اللقاء الذي جمع قائد الجيش في مكتبه في اليرزة بالسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور الذي استنكر تعرض مراكز الجيش اللبناني للاعتداء في محيط المخيم، مؤكداً الحرص على أعلى تنسيق مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

من جهتها، اشارت “الشرق الاوسط” الى ان

كل الدعوات السياسية لتثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة لم تُثمر، وتسليم المطلوبين، حيث تعرضت كل الاتفاقات السابقة لانتكاسات، على مدى خمسة أيام من المعارك، قتل على أثرها 10 أشخاص، أحدهم من المطلوبين باغتيال قائد الأمن الفلسطيني في المخيم أبو أشرف العرموشي.

ومارست السلطات اللبنانية بعد ظهر اليوم (الاثنين)، ضغوطاً إضافية، لوقف الاشتباكات، وبعدما استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وجرت متابعة التطورات في مخيم «عين الحلوة»، عُقد اجتماع طارئ دعا إليه المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري حضره عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمهم أمين سر حركة «فتح»، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العرادات، قبل أن ينتقل المسؤولون إلى مقر السفارة الفلسطينية، حيث عقد اجتماع مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، الذي وصل إلى بيروت لمتابعة هذا الملف.

وصرح مسؤول «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل بعد الاجتماع مع اللواء البيسري، بأنه «تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وتنفيذ ما اتُّفق عليه بين الأمن العام وهيئة العمل الفلسطيني المشترك لبدء تسليم المطلوبين».

غير أن هذه التوافقات التي تكررت خلال الأيام الماضية، لم تُنفّذ. وقالت مصادر قريبة من «فتح» لـ«الشرق الأوسط» إن فشل اتفاقات وقف إطلاق النار، يعود إلى أن القوى المتطرفة «لا تلتزم بالاتفاقات»، لجهة تسليم المطلوبين باغتيال العرموشي، فيما قالت مصادر أخرى إن «حركة حماس» وفصيل «عصبة الأنصار» يمارسان ضغوطاً على الفصائل الإسلامية المتشددة لكنها لم تثمر تنفيذاً للاتفاقات، وهو ما «يؤجج الاشتباكات» التي لم تخمد منذ 5 أيام، ودفعت محيط المخيم اللبناني لرفع الصوت على خلفية استهدافه بالرصاص الطائش.

وقالت مصادر «فتح»: «مطالبنا واضحة. تثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المطلوبين»، لافتةً إلى أن القوى الإسلامية التي تقاتل «فتح» في المخيم، «تذهب إلى التصعيد للتنصل من تسليم المطلوبين».

الى ذلك، تخوّفت مصادر مواكبة للتطورات الأمنية والسياسية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية من أن يؤدي استمرار المواجهات إلى انتقالها باتجاه المخيمات الأخرى.

أمّا في المواقف، فقد وصفَ نائب صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الوضع في مخيم عين الحلوة بالمأساوي، إذ إنَّ هناك “أشخاصاً يموتون مجاناً، بعد أن تدمرت بيوتهم وممتلكاتهم”، مشيراً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ “سكان مدينة صيدا بدأوا يشعرون بالغضب، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على السكان اللّبنانيين بل على الفلسطينيين أيضاً”.

واعتبرَ البزري أنَّ “هذا القتال على خطورته، والخراب الذي يلحق بسكان المخيم، ليس له أفق، فالكلَ خاسر ولن يكون هناك رابح، باعتبار أنَّ القتال يجري بين الأخوة وليس بمواجهة العدو، وعندما يكون القتال هكذا تختلف المعايير”، مقللاً من احتمال تدخل الجيش اللبناني “إذ لا يمكنه التدخل في هكذا ظروف، بل على العكس فهو يتصرف بحكمة ومسؤولية ويشكّل عامل استقرار وسلام للمدنيين”.

بدوره، لفتَ النائب بلال الحشيمي إلى أنَّ ما يجري في عين الحلوة هو “حرب استنزاف بكلّ معنى الكلمة”، ملمّحاً إلى “وجود يد خفية تعبث بأمن المخيم لصالح جهات معروفة”، معتبراً أنّه في حال عدم حصول حسم عسكري يمكن أن تنتقل المواجهات إلى المخيمات الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى