خاص التحري نيوز

حزب الله والحرب غير المعلنة … مصادر تكشف ما يخفيه. .. عمر ابراهيم 

بعيدا عن الضجيج الإعلامي والخطابات الشعبوية ، دخل حزب الله في اليوم التالي لعملية “طوفان الاقصى” وفق استراتيجية مختلفة على خط المواجهة مع العدو في معارك شبه يومية تشهدها خطوط المواجهة على طول الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، تاركا الباب مفتوحا امام تساؤلات كثيرة لعل ابرزها ما يخص التوصيف الذي اطلقه على مشاركته في المواجهات، عندما اختصر ما يقوم به من قصف للمواقع والمستوطنات واشتباكات مع الاحتلال بكلمة ” إسناد” غزة ومقاومتها.

هذا المصطلح الذي استخدمه حزب الله وتجنبه إعلان الحرب كما كان يتوقع كثر، أعطى انطباعا للرأي بأن الحزب لا يريد الدخول في مواجهة مع العدو، وأن ما يقوم به هو مجرد عمليات محكومة بقواعد الاشتباك مع العدو، ما دفع بعض ” الخبثاء” إلى الغمز من قناة تخلي الحزب عن المقاومة في فلسطين وعن اتفاقية وحدة الساحات، حتى أن هناك من المناصرين والمؤيدين للحزب لم يرق لهم بداية هذا التوصيف الذي يحمل مضمونا هادئا بعيدا عن النبرة العالية التي أرادوا سماعها وتحديدا على لسان امين عام الحزب السيد حسن نصر الله .

وبغض النظر عن الاسباب والغايات السياسية والتكتيكية من وراء استخدام الحزب لهذا المصطلح، وعدم رفع إشارة بدء الحرب بشكل علني ، بات واضحا أن ما تقوم به المقاومة بعد نحو أكثر من شهرين على انطلاق عملية طوفان الأقصى تجاوز في الشكل والمضمون المناوشات والأشغال والاسناد إلى حرب بكل ما للكلمة من معنى وأن كانت مضبوطة نوعا ما ، لكن ضراوة المعارك والمواجهات ونوعية العمليات على الأرض وحجم الخسائر التي يلحقها حزب الله بالعدو والتضحيات التي يقدمها والتي بلغت حتى يومنا هذا 100 شهيدا وعشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، تشير بما يقطع الشك باليقين بأن جبهة الجنوب في خضم حرب لكن اي من الطرفين لم يعلنا عنها وتحديدا العدو الذي يحشد عشرات آلاف المقاتلين ويخلي كل مستوطناته في إجراء لم يفعله في حروبه السابقة مع لبنان، وذلك خشية اضطراره إلى توسيع الحرب في وقت يواجه فيه مقاومة شرسة في غزة ووسط دعوات له من دول غربية من باب النصائح بعدم تسخين جبهة الجنوب خوفا عليه من جبهات اخرى قد تفتح عليه لا سيما بعد انخراط أنصار الله مباشرة في هذه المواجهة.

ويمكن القول ان إعلان الحزب يوميا عن العديد من العمليات وتوثيق ذلك من وقت لآخر بمقاطع فيديو، فضلا عن نعي الشهداء الذين يسقطون خلال تنفيذ العمليات العسكرية، كل ذلك يدل على أن ما يحصل على الأرض هو حرب، يحتفظ الحزب بكثير من الأسرار التي لم يعلن عنها لجهة طبيعة المعارك وكيفية مهاجمة المواقع والوصول إلى أماكن تمركز جنود واليات الاحتلال وكل الأسلحة المستخدمة، وهو أمر وصفه مصدر متابع بأنه من اسرار الحرب التي يبتعد الحزب عن الكشف عنها والاحتفاظ بها لتوقيت يختاره “.

وأشار المصدر ” ان هناك عشرات العمليات التي يقوم بها الحزب وهي موثقة لكنها قد تكشف اسرارا ميدانية خصوصا لجهة تسلل المقاتلين إلى الحدود واستهداف الجنود والاليات من مسافات قريبة، وهو ما يضع مقاتليه على الدوام في دائرة الخطر، مفضلا ذلك على تعريض القرى اللبنانية والمدنيين للخطر”.

وختم المصدر ” هناك الكثير من المفاجآت التي يخفيها الحزب عوضا عن عملياته النوعية وهي قد تشكل تحولا في مسار المعركة في حال قرر العدو توسيع دائرة المواجهة”

زر الذهاب إلى الأعلى