خاص التحري نيوز

“الماريشال” وهاب تعب من الحرب … عمر ابراهيم 

لم يشكل كلام رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الأخير حول حزب الله ونصيحته له بوقف العمليات العسكرية في الجنوب مفاجأة، اقله لمن يعرف الرجل الذي بات علامة فارقة في إطلاق المواقف ونقيضها ورفع السقوف السياسية وتوجيه الانتقادات اللاذعة وآخرها كان لدول الخليج مع بداية عملية طوفان الأقصى، عندما قال ” سيعيد العرب اعمار غزة بالجزمة” قبل ان يعود ويضع ما قاله تحت خانة ” انه جاء في لحظة تخلي”.

كما لم يفاجىء هذا الكلام العارفين بشبكة علاقات وهاب الخليجية وتحديدا مع الإمارات، التي ينسجم كلامه مع سياساتها المهادنة لدرجة التواطؤ مع العدو في حربه الهمجية على غزة، على غرار دول أخرى تربط وهاب علاقة معها.

ربما رأى البعض في كلام وهاب انعطافة سياسية فسارع إلى استغلاله من باب ” الزكزكة” على حزب الله، والقول أن ما يقوم به الحزب من إسناد ودعم لشعب غزة يلقى اعتراضا حتى من حلفائه، في اشارة الى وهاب، الذي عزف على وتر الفريق السياسي المعادي للحزب في حالتي الحرب والسلم، في حين تناسى وهاب أو ظن أن اللبنانيين نسوا انه لم يتوانى يوما عن التهديد بخراب البلد عندما كانت الأمور تصل إلى المس بمصالحه الشخصية أو عندما يتم استبعاده عن “منفعة” .

في الشكل يبدو هذا التحليل منطقيا بالنسبة للمعترضين على دخول الحزب في المواجهة، فالوزير السابق بنظرهم يصنف على أنه من ضمن محور المقاومة وطالما كان يؤخذ عليه من قبل الفريق الآخر انه بنى امجاده وحصل على الدعم بشقيه المعنوي والمالي من حزب الله، وفي هذا الكثير من الحقيقة التي حتى الآن لم ينكرها وهاب بشكل علني، من دون معرفة أن كان هناك كلام آخر يدلي به في المجالس الضيقة في لبنان أو خارجه .

ويمكن القول ان كلام وهاب الذي لم يصدر حوله اي رد مباشر من حزب الله، اوحى للعامة بأن دعوته لوقف القتال هي نوع من التخلي عن المقاومة وقرار نهائي من ” الماريشال ” بخلع البزة العسكرية، التي “رافقته” طوال مسيرته النضالية على الجبهات العسكرية التي لم تطأها قدماه في حين أن هناك عشرات الشهداء سقطوا خلال الشهرين الماضيين وخلفهم أمهات وزوجات وأطفال صدمهم موقف من كان يفترض به أن يواسيهم ولا يقلل من أهمية تضحيات من خسروهم دفاعا عن الأرض ونصرة للمظلومين في غزة وللاطفال الذين يستشهدون يوميا وكانت صورهم حركت مشاعر الغرب قبل العرب بمن في ذلك يهود في أوروبا واميركا.

هي زلة لسان قاتلة رأى فيها مغردون على صفحات التواصل الاجتماعي، فهل يعود وهاب ويوضح، أو أنه يبقى يعيش سويعات ” التخلي” التي تخلع عنه ثوب العروبة المقاومة وترمي عليه ثوب عرب إسرائيل؟..

زر الذهاب إلى الأعلى