سياسة

التحرك القطري والفرنسي في مرحلة الخيارات المفتوحة!!

شهدت الساعات الماضية تطورات متلاحقة على صعيد المشهد العام في لبنان والمنطقة، واستمرت المواجهات مشتعلة بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي على جبهة الجنوب، فيما تواصلت المعارك العنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة.

والبارز على جبهة الجنوب امس تنفيذ حزب الله هجمات دقيقة وموجعة على مواقع وتجمعات جنود العدو، لا سيما الهجوم الذي نفذ بواسطة مسيرة انقضاضية على تجمع للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة راميم، ما أدى الى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم، واعترفت وسائل الاعلام بوقوع اصابات نتيجة هذا الهجوم رغم ان الرقابة العسكرية قد فرضت حظرا على نشر المعلومات حول هذه العملية، ومساء اعترف جيش العدو بمقتل جنديين وجرح 3 آخرين.

وشن طيران العدو الحربي غارات على جبل بلاط ومناطق اخرى.

وفي غزة اعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس ن تمديد عدد كبير من مدرعات جيش العدو في معارك مختلفة، فيما ذكرت القناة 12 العبرية ان 20 جندياً قتلوا هذا الاسبوع في الشجاعية.

ومع فشل العدو في تحقيق اي انجاز ميداني وبعد ان قتل جيشه عن «طريق الخطأ» ثلاثة اسرى اسرائيليين في الشجاعية نتيجة الارباك والضغوط التي يتعرض له في المعارك مع المقاومة، عقد المجلس الحربي الاسرائيلي مساء امس اجتماعا لاستئناف المفاوضات من اجل عقد صفقة تبادل جديدة للاسرى بين العدو وحماس. واجتمع رئيس الموساد لهذه الغاية مع رئيس الوزراء القطري كما نقلت وسائل اعلام اميركية.

وفي التطورات المتصلة بحرب غزة اعلن المتحدث باسم الحوثيين في اليمن امس هجوما جديدا بعدد كيير من المسيرات على ايلات، ولوح بمرحلة جديدة من التصعيد ضد اسرائيل.

واعلنت القيادة المركزية الاميركية ف يوقت لاحق ان مدمرة صواريخ اميركية اسقطت 14 مسيّرة فوق البحر الاحمر اطلقها الحوثيون امس.

ولفت أمس ما بثته حماس من رسالة مقتضبة مفادها «ان الوقت ينفذ». واشار الناطق باسم كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس ابو عبيدة الى «ان العدو لا زال يقامر بحياة جنوده الاسرى لدى المقاومة، وقد تعمّد بالامس اعدام ثلاثة منهم وآثر قتلهم على تحريرهم».

اما على الصعيد السياسي في الداخل اللبناني، فان التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون بقي العنوان الابرز بعد جلسة مجلس النواب اول امس والتفاهم السياسي غير المعلن الذي ادى الى هذه الخطوة.

الى الملف الرئاسي در؟

وغداة التمديد لقائد الجيش رجحت الاوساط المراقبة تنشيط التحركب اتجاه الملف الرئاسي على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتوقعت ان يشهد مطلع العام الجديد بعد عطلة الاعياد استئناف المحاولات الرامية الى وضع الاستحقاق الرئاسي على نار قوية.

وكشف مصدر مطلع لـ«الديار» عن اتصالات ومشاورات تمهيدية في الايام المقبلة في هذا الاتجاه، مشيرا الى ان اجواء جلسة التمديد لعون والتفاهم السياسي غير المعلن على هذه الخطوة امران مشجعان يمكن البناء عليهما في عملية اعادة تنشيط المساعي لمقاربة موضوع انتخاب رئيس الجمهورية.

هل تتجدد مبادرة بري؟

واضاف: ان الدور الذي لعبه الرئيس بري في رعاية وايصار جلسة التمديد والتشريع الى خواتيمها الايجابية، يمكن ان يساعد في تجديد مبادرته التي اطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر بالدعوة الى حوار حول الاستحقاق الرئاسي لأياما و اسبوع ثم الذهاب بعده الى جلسات متتالية لمجلس النواب من اجل انتخاب رئيس جديد من بين اسمين او ثلاثة.

ولفت المصدر الى دعوة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب وتمنيه على الرئيس بري خلال الجلسة لتجديد مبادرته، معتبرا ان المناخ الذي انتجته جلسة مجلس النواب ربما يعطي فرصة في هذا الاتجاه.

وقال «ان هذا المناخ الذي ساد تحت قبة البرلمان اول امس قد يشكل حافزا جديا لاحياء مبادرة الرئيس بري في اجواء اكثر ملائمة»، مشيرا الى ان الايام المقبلة او بعد عطلة الاعياد كفيلة في بلورة المشهد المتعلق بهذا الموضوع.

واستدرك المصدر قائلا «ان التفاهم السياسي الذي جمع المعارضين والموالين على التمديد للعماد عون لا يعني اسقاطه على الاستحقاق الرئاسي، لكنه قد يسقط لاءات المعارضة في وجه الحوار الذي دعا ويدعو اليه الرئيس بري في مناسبات عديدة.

مصدر نيابي لـ«الديار»: لاستثمار اجواء جلسة التمديد

وفي هذا السياق كشف مصدر نيابي لـ «الديار» أمس عن ان هناك حديث اخذ يتنامى عن وجوب الاستثمار على اجواء جلسة التمديد لقائد الجيش، متوقعا ان يترجم ذلك مع مطلع العام الجديد.

وقال ان اعادة تحريك مبادرة الرئيس بري تفترض اني صدر موقف ايجابي من المعارضة التي لم تتجاوب مع دعوته للحوار، وان تبدي استعدادها لمثل هذا التوجه.

ولفت الى ان هناك فرقا في التعاطي بين جلسة الامس وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لكن ما حصل يمكن البناء عليه بتحضير الاجواء للحوار او التلاقي من اجل توفير المناخ الملائم قبل الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية مثلما حصل من تحضير لاجواء جلسة التمديد لعون.

واشار الى ان الحديث في الكواليس السياسية بدأ في هذا الاتجاه، لكن الكرة ما زالت في ملعب المعارضين للحوار، فهل يبادروا الى موقف ايجابي في هذا المجال؟

الجو سيتبلور في المرحلة المقبلة، وتحديدا مع بداية العام الجديد.

ويشار في هذا المجال الى ما قاله الرئيس بري مؤخراً امام نقابة المحامين وتأكيده على ان انتخاب رئيس الجمهورية هو حجر الزاوية لانتظام عمل المؤسسات، وما سبق وقاله في جلسة انتخاب اللجان النيابية بان هناك في ظل التطورات في المنطقة فرصة سانحة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي أي حال، فان جلسة التمديد للعماد عون انهت ازمى داخلية ساهمت في حجب الاستحقاق الرئاسي، ويمكن ان تكون قد فتحت الباب مجدداً للانصراف الى الاستحقاق الاكبر اي انتخاب رئيس الجمهورية.

التحرك القطري

والى جانب الاجواء الداخلية المتعلقة بالموقف من الاستحقاق الرئاسي، يبرز دور وموقف المجموعة الخماسية تجاهه. وعلمت «الديار» في هذا المجال ان قطر تعتزم تزخيم تحركها في المرحلة المقبلة، وان الموف القطري «ابو فهد» قد يزور بيروت مجددا في الايام المقبلة. لكن مصدرا سياسيا مطلعا قال ان المسؤول القطري لم يبادر حتى الان الى ترتيب مواعيد مع المسؤولين والاطراف السياسية اللبنانية.

تأجيل زيارة كولونا الى الغد

وفي شأن التحرك الفرسني ارجأت وزير الخارجية الفرسنية كاترين كولونا زيارتها امس الى لبنان «نتيجة عطل تقني طرأ على طائرتها في مطار باريس»، كما افادت الخارجية الفرنسية.

واعلن مكتب الرئيس نجيب ميقاتي عن الغاء موعد لقائه معها الذي كان مقررا عصر أمس نتيجة ما حصل. ونفت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان يكون ارجاء زيارة كولونا مرتبط بالغاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان واستبدالها بزيارة للوحدة الفرسنية في القاعدة الفرسنية في الاردن بمناسبة الميلاد يومي 21 و22 الجاري.

وافادت الخارجية الفرنسية ان كولونا ستزور لبنان غدا بعد ان تجري محادثات اليوم مع رئيس حكومة العدو الاسرائيلي نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.

وحسب مصادر ديبلوماسية فان زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية المرتقبة للبنان لا تتعلق بالاستحقاق الرئاسي الموكل التعامل معه المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

واضافت ان كولونا تركز على موضوع تخفيف التوتر على جبهة لبنان بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي ونزع فتيل انفجار حرب واسعة على هذه الجبهة.

وستتطرق ايضا على موضوع تنفيذ القرار 1701، مع العلم انه في ظل استمرار حرب غزة والتطورات الميدانية من الصعب او من المستحيل فتح مثل هذا الموضوع.

ووفقاً لمصادر سياسية لبنانية فان محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان ستتطرق بشكل عام الى الاستحقاق الرئاسي والاجواء التي احاطت بالتمديد لقائد الجيش.

لكن هذه المهمة تبقى منوطة بالمبعوث الرئاسي الفرنسي لودريان الذي قيل بعد زيارته الاخيرة للبنان انه سيعاود تحركه ويزور بيروت في كانون الثاني المقبل. وقلا مصدر لبناني مطلع ان لودريان لم يحدد موعد هذه الزيارة بانتظار التنسيق مع دول المجموعة الخماسية.

المرشحون للرئاسة والمجموعة الخماسية

ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان التحركين القطري والفرنسي يدوران في فلك واحد، وان اي منهما لم يتبنى اسما محددا لرئاسة الجمهورية، لكنهما يشددان على ان هناك موقف موحد للمجموعة الخماسية بوجوب حسم الملف الئاسي نظرا للاستحقاقات المقبلة التي تحتاج لوجود رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة جديدة مكتملة الصلاحيات.

توازن بين عون وفرنجية والخيار الثالث

وحول الاسماء المرشحة وفرصها قال مصدر نيابي مطلع لـ«الديار» امس ان التمديد للعماد عون ربما وفر له البقاء في السباق الى الرئاسة، لكنه لم يحسن موقعه في هذا السباق، خصوصاً ان من بين الذين شاركوا في التمديد له عدد كبير من النواب المؤيدون لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

واضاف المصدر «ان الاستثمار على التمديد لعون على رأس قيادة الجيش في معركة الرئاسة امر في غير محله، وما جرى في جلسة اول امس ابقى كل الخيارات مفتوحة بين فرنجية وعون ومرشح ثالث او ما يسمى بالخيار الثالث».

واعرب عن اعتقاده بأن يتحرك الملف الرئاسي مع مطلع العام الجديد، لكن حسمه يبقى رهن الظروف والتطورات الداخلية والخارجية. ولا يستبعد «ان يبقى مركونا على الرف الى ما بعد حرب غزة».

اجواء جبهة الجنوب

وفي الاجواء المتصلة بالوضع الميداني على جبهة الجنوب والمواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي ذكرت مصادر ديبلوماسية ان الادارة الاميركية ومعها فرنسا ودول اخرى يركزون على عدم توسع هذه المواجهات الى حرب مفتوحة. وكانت نقلت شبكة الـ»سي.ان.ان» الاميركية عن مسؤولين اميركيين اول امس ان الادارة الاميركية تعمل مع اسرائيل ولبنان لاحتواء الحرب، مشيرة الى «ان ادارة الرئيس بايدن محبطة من الهجمات الاسرائيلية الاخيرة على الجيش اللبناني في الجنوب لاعتقادها بانه سيكون جزءا من اي حل». وفيما توالت تهديدات المسؤولين الصهاينة ودعوتهم الى ابعاد حزب الله عن الحدود، قال مصدر سياسي لبناني لـ»الديار» امس: «ان مثل هذه التهديدات لن تؤثر على موقف الحزب الذي يؤكد استمرار المواجهات مع العدو طالما ان حرب غزة لم تتوقف».

واشار الى ان الحديث عن بحث تنفيذ القرار 1701 في هذا الوقت هو في غير محله، كاشفا ان الجهات الأميركية والفرنسية تدرك هذه الحقيقة، وان الجهود يجب ان توجه الى العدو الاسرائيلي الذي يشن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني في غزة، والذي طالما قام باعتداءات وخرق للقرار المذكور منذ صدوره وحتى اليوم».

قاسم: المقاومة مستمرة نصرة لغزة

واكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس بشأن ما يجري على الجبهة الجنوبية «ان المقاومة مستمرة في ذلك نصرة لغزة رغم كل الضغوطات الخارجية التي تمارس، ولن تتوقف المقاومة في لبنان حتى تتوقف الحرب في غزة»، مشيراً الى «ان حزب الله لديه قناعة بأن الشهادة هي مشروع فردي بينما النصر فهو مشروع امة».

هجمات موجعة لحزب الله

وعلى الصعيد الميداني نفذ حزب الله امس سلسلة هجمات بالصواريخ والهواوين على مواقع وتجمعات لجيش العدو في المطلة، والمنارة، وحرج راميم، والرادار.

واستهدف قصف صاروخي عصرا مستوطنة كريات شمونه، وقال الجيش الاسرائيلي ان 3 صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة في محيط المستوطنة.

والبارز امس قيام مسيرة انقضاضية هجومية لحزب الله بهجوم على تجمع لجنود العدو في محيط ثكنة راميم في وادي هونين، ما أدى الى اصابات مباشرة ومقتل وجرح عدد من الجنود.

وذكرت وسائل اعلام عبرية ان هناك اصابات سجلت نتيجة الهجوم، مشيرة الى فشل الدفاع الجوي في اصابة او اسقاط المسيّرة.

وفرضت قنوات العدو حظرا على المعلومات، ما يؤكد ان هجوم المسيّرة احدث اصابات مباشرة في القوة الاسرائيلية.

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات ابرزها على جبل بلاط، كما قصفت مدفعية العدو عددا من المناطق والبلدات نهارا ومساء.

زر الذهاب إلى الأعلى