محليات

هذا ما ابلغه لبنان للقبارصة.

التزمت قبرص، تاريخياً، موقفاً غير عدائي من القضايا العربية. إلا أن التحوّلات التي أصابتها في السنوات الأخيرة، واندماجها ولو البطيء في القارة الأوروبية، ودورانها في الفلك الأميركي، دفعت الدولة «الصديقة» في السنوات الأخيرة إلى اتخاذ مواقف عدائية تجاه لبنان بعدما فتحت أراضيها، منذ عام 2017، أمام جيش العدوّ لإجراء تدريبات سنوية على غزو لبنان، تحاكي أيّ مواجهة مستقبلية مع حزب الله، بسبب تشابه الجغرافيا بين البلدين.ومنذ توقيع اتفاق الترسيم بين لبنان وكيان العدو، في 27 تشرين الأول 2022، تستعجل قبرص لبنان لتعديل الحدود البحرية بينهما وفق الخط 23 الذي تم الاتفاق عليه مع العدوّ. وزار وفد قبرصي بيروت على وجه السرعة، بعد ساعات من توقيع اتفاق الترسيم، للبحث في هذا الأمر، علماً أن «اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص» التي وُقّعت عام 2007، في ظل حكومة فؤاد السنيورة، غير الميثاقية، أدّت إلى خسارة لبنان بسبب أخطاء المفاوض اللبناني وقلّة خبرته، بين 2643 كيلومتراً مربعاً و1600 كيلومتر مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وقد عاد الوفد القبرصي يومها خائباً، بعدما خلصت لجنة شكّلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزارة الأشغال (وضمّت وزارات الطاقة والخارجية والدفاع وهيئة إدارة قطاع البترول) إلى أن اتفاق الترسيم الموقّع مع الجزيرة عام 2007 كان مجحفاً بحق لبنان، وتشوبه ثغرات أدّت إلى خسارة مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة. وأوصت اللجنة باعتماد آلية ترسيم جديدة واعتماد إحداثيات جديدة وإعادة التفاوض.
الثلاثاء الماضي، وصل مدير المخابرات القبرصي تاسوس تزيونيس الى لبنان في زيارة استمرت أياماً، التقى خلالها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وحزب الله، إضافة الى قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء إلياس البيسري. الدبلوماسي المخضرم (68 عاماً) الذي استدعي من التقاعد لرئاسة جهاز المخابرات المركزية (KYP)، عمل سابقاً في مكتب الشؤون السياسية في وزارة الخارجية، ثم سفيراً لقبرص لدى إسرائيل ومن ثم إيطاليا. كما عمل لفترة سفيراً غير مقيم في لبنان ولديه علاقات جيدة مع عدد من المسؤولين والقوى السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى