خاص التحري نيوز

هل نجح سعد في الاختبار … د . خالد جمال .

 

الميدان هو الميزان. والميدان يمتد من صيدا الى عكار، مروراً ببيروت وطرابلس والضنية والمنية ، دون ان ننسى البقاع بكل تشكيلاته، والجبل بكل متفرعاته. ورغم ان اجواء الحرب ما زالت تخيم على الجنوب، وبرغم الطقس العاصف والاعصار (على قول نزار قباني)، وبرغم الغلاء، وبرغم عدم الاستقرار، وبرغم العدوان الاسرائيلي في غزة، وبرغم الاضطراب في الاقليم وبرغم مرور ١٩ عامًا على ذكرى استشهاد رفيق، ومرور سنتين على غياب سعد، على الرغم من كل هذا زحفت الناس للقاء سعد رفيق الحريري عند الضريح ، وفي بيت الوسط ، وكان اللقاء حميماً كأنه بين عشاق حرموا من اللقاء فترة ، ثم عادوا الى التلاقي على فكرة الوطن، من اجل الوطن واستقراره والأهم ديمومته، في هذه الايام الصعبة.
الاختبار من قسمين : داخلي وخارجي .
في القسم الداخلي ، نجح سعد الحريري نجاحاً منقطع النظير ، فمنظر الحشد وحده ، يدفع أعرق السياسيين الى الغيرة الشديدة، من امتلاك هذا السياسي الشاب لكل محبة الناس هذه، رغم الظروف التي شرحناها سابقاً، وهذا يظهر انه سيعود مؤثرًا وفاعلاً في السياسة اللبنانية ، عندما يقرر ذلك. اما الطائفة السنية ، فقد ابلغت المعنيين، الاصدقاء قبل الخصوم ، والمحبين قبل الحاقدين بان من يمثلها هو سعد الحريري ، وان لم يشترك بالانتخابات ، وان لم يذهب الى البرلمان ، او يمشي الى مقر رئاسة الوزراء، والظريف بالامر ان الجميع يقر بذلك بعد ان جربوا وحاولوا ان يملأوا الفراغ فلم يفلحوا.
في القسم الخارجي ، علينا ان ننتظر حتى تنضج كلمة السر ، وما دونها من عقبات ، فهنالك تحضيرات في المنطقة على ضوء حرب اسرائيل في غزة ، قد تجنح نحو التصعيد ، وقد تستكين نحو السلام ، ولكل اتجاه خطة ولكل خطة رجال. فان تم الاتفاق فسنرى سعد بين اهله وناسه مساهماً في حل العقد بدلاً من شربكتها. دون ان ننسى ان الاقليم سينظر برضا الى ما رآه البارحة في وسط بيروت، التي ارتوت بابنائها العطشى الى الوحدة منذ زمن.

زر الذهاب إلى الأعلى