خاص التحري نيوز

ميقاتي تحت ضربات “الميديا”! … جوزاف وهبه

نجيب ميقاتي، الملياردير الأوّل في لبنان ورئيس الحكومة والوزير والنائب لمرّات عديدة، حظّه قليل مع “الميديا” المحلّية.هفواته وسقطاته، وللمفارقة هي كثيرة وكثيرة جدّاً، إنّما تحوّلت إلى مذبحة إعلامية، وتحوّل هو إلى “صيد ثمين” أمام ضرباتها المتلاحقة، حيث تتناوب مواقع التواصل الإجتماعي على نشر غسيله بلا رحمة ولا شفقة، مع شيء من الفكاهة السوداء، وشيء من الإلحاح والإصرار بما يشبه عين الخالق التي طالما لاحقت القاتل الأول في التاريخ اللاهوتي القديم، صارخة به:”قايين قايين، ماذا فعلت بأخيك هابيل؟”
حين قبّل، عند درج مطار بيروت، السيّدة الشقراء ليكتشف أنّها حاملة الحقائب، فيعود من ثمّ لتقبيل وزيرة خارجية إيطاليا بحجّة البروتوكول، قامت الميديا ولم تقعد في سخرية جارحة لم يهدّئ من روعها لا الإدّعاء بأنّ “السيّدتين شقراوان تتشابهان”، ولا أنّ المدير المسؤول عن البروتوكول قد أخطأ.فالجريمة – بنظر الميديا – قد وقعت، وهي تستحقّ المطاردة:نجيب نجيب، ماذا فعلت بسمعة الدبلوماسية اللبنانية؟
ومن “واقعة القبلتين” إلى صورة المليار يورو الأشدّ إيلاماً:الرئيس ميقاتي يشدّ بزهو وانشراح لافتين باديين فوق الوجه، على يدي كلّ من الرئيس القبرصي خريستو دوليس ورئيسة المفوضيّة الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في نوع من الفرح والإنتصار بالحصول على “مساعدة – رشوة” (وثمّة من وصفها بخيانة “االثلاثين فضّة” كما في بيان النواب التغييريين الستّة، أو “المهزلة” كما في تصريح الناشط السياسي سامر كبارة) بقيمة مليار يورو (250 مليون يورو عن كلّ سنة لمدّة 4 أعوام) مقابل السكوت عن بقاء النازحين السوريين في لبنان، ومقابل الحدّ من هجرة المراكب من الشواطئ اللبنانية باتجاه شواطئ قبرص، وذلك تحت أعين الأجهزة الأمنية التي تغضّ النظر، بموافقة السلطات السياسية، دون شكّ.الميديا لم ترحم ميقاتي، أيضاً، علماً بأنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي شريك مضارب مع رئيس الحكومة في هذه الصفقة السياسية – المالية التي ترتقي مخاطرها إلى مستوى الخيانة، حيث أنّ الوجود السوري في لبنان بات عبءً ديموغرافياً وأمنياً وإقتصادياً لا يحتمل، ويهدّد البلد بالزوال مع مرور السنين، ومع تكاثر الولادات السورية بما يحوّل السنوات الأربعة القادمة إلى مساواة في العدد ما بين اللبنانيين المقيمين وبين السوريين النازحين..والزمن لصالح هؤلاء على حساب سكّان لبنان الذين يتناقصون تباعاً، أمّا بسبب الهجرة، وأمّا بسبب قلّة الإنجاب لأسباب إقتصادية معروفة!
وميقاتي “المحشور” لجأ إلى صديقه المفترض نبيه برّي علّه ينقذه من خلال جلسة برلمانيّة، وقد سها عن باله أنّ رئيس المجلس يعمل عند نفسه فقط، وبالتالي لن يرمي له بحبل النجاة، تماماً كما فعل في واقعة تقديم وتأخير ساعة التوقيت الصيفي – الشتوي، حين قامت في وجهه كلّ “علامات الساعة” دون أن يرفّ جفن لمَن ورّطه وانسحب متفرّجاً عن بُعد، بابتسامة المنتصر وربّما المتشفّي!
الرئيس ميقاتي، رغم حظوظه الأكيدة في المال وفي ترؤّس الحكومات، إلّا أنّه يبقى متهوّراً، خفيف الظلّ وخفيف التنبّه إلى ما يفعل أو يقول..ولنتذكّر جملته الشهيرة “بدنا نتحمّل بعض” في إشارة غير موفّقة إلى الضائقة الإجتماعية التي يمرّ بها اللبنانيون!

زر الذهاب إلى الأعلى