خاص التحري نيوز

معلومات صادمة من مدارس  طرابلس …  “بدنا نتحمل بعض” … عمر ابراهيم 

لم يسبق أن شهد لبنان في تاريخه المعاصر هكذا أزمة اقتصادية ، فالبلد الخارج من حروب كان على الدوام يحتضن من دول وجمعيات لطالما وفرت له الحد الأدنى من مقومات الصمود مما ساهم في منع حصول الانفجار الاجتماعي الذي يتهدد لبنان اليوم .
وعلى الرغم من أن نسبة الفقر في لبنان كانت تحتل في السنوات الماضية أرقاما لا بأس بها خصوصا داخل التجمعات السكانية الكبيرة في المدن وفي بعض اقضية الشمال والبقاع على وجه الخصوص ، الا ان المعاناة حينها كانت تتجسد في مظاهر اجتماعية محصورة في حاجة هؤلاء إلى الدواء والاستشفاء والتعليم والى فرص عمل وأمور حياتية اخرى تتحمل الدولة جزء كبير منها نتيجة سياسة الحرمان والاهمال المتبعة مع حاجات تلك المناطق ،  ومع ذلك الا انه لم يسجل أن وصلت الامور الى ما هي عليه اليوم من تدهور جعل “ربطة “الخبز وحدها مطلبا يتقدم على ما عداها من مطالب لدى شريحة لا يستهان بعددها وفق كل التقارير التي اعدتها جمعيات محلية ودولية .
هذا الانحدار السريع للمستوى المعيشي مرده وفق متابعين الى أمور عديدة أبرزها تفلت سعر صرف الدولار وتراجع القيمة الشرائية للعملة المحلية وغياب فرص العمل وتراجع تقديمات الجمعيات والقوى السياسية فضلا عن تخبط الحكومة في مشاكلها وعجزها عن إيجاد الحلول وتأمين اية مصادر دخل مالية من خارج لبنان بسبب رفض المجتمع الدولي دعمها قبل إجراء إصلاحات يراها البعض صعبة المنال في المدى المنظور .
تجليات هذا التدهور المعيشي الكبير بدأت تتجسد عبر مشاهد صادمة أن كان في الطرقات التي ارتفعت نسبة المتسولين فيها، أو في المناطق الشعبية التي بات بعضها سكانها يعيشون على ” الشمعة” بسبب عدم قدرتهم على دفع بدل اشتراك الكهرباء، أو يطهون الطعام على الخطب لعدم قدرتهم على شراء قارورة غاز ومنهم من بات يشتري الغاز ب” الكيلو” بحسب ما افاد بعض أصحاب محطات تعبئة الغاز والذين اشاروا لموقع ” التحري نيوز” ان مواطنين يطلبون تعبئة قارورة الغاز  بما يملكون من مال وبعضهم يطلب كيلو فقط .
لكن أخطر تلك المشاهد ما كشفته هيئات تعليمية داخل مدارس رسمية في طرابلس ومحيطها عن قدوم طلاب سيرا على الاقدام من مسافات بعيدة لا يملكون لا ” سندويش” ولا حتى مال لشراء ما ياكلونه خلال ” الفرصة”، وبعضهم اما يشارك زميل له على قاعدة ” بدنا نتحمل بعض” التي ترجمها الطلاب فعلا وليس قولا ، أو يبقى فترة دوام المدرسة دون طعام “.
واشارت مصادر الى انه” سجلت حالات إغماء لبعض الطلاب بسبب عدم تناولهم الطعام ، ما دفع بعض الغيورين الى البحث عن حلول لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تقديم اقتراحات ومنها تأمين خبز والبان واجبان لتحضير الطعام للطلاب داخل المدارس التي تسجل فيها هكذا حالات، وأن هناك من وجه كتابا لوزارة التربية يطلب فيه السماح لبعض المدارس القيام بهكذا مبادرات بالتعاون مع لجان الاهل ومتبرعين، من دون معرفة رد الوزارة بهذا الخصوص “

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »