خاص التحري نيوز

هل خدعت حماس ” إسرائيل ” في مستشفى الشفاء … وما علاقة العملاء المزدوجين ؟.. عمر ابراهيم


منذ بدء العدوان على غزة قبل أكثر من أربعين يوما، بدا واضحا تركيز الاحتلال على ضرب كل مقومات الحياة في غزة بهدف افراغها من اهلها تمهيدا للعملية البرية ، وكانت المدارس والمستشفيات من بين تلك الأهداف وعلى رأسها مؤخرا مستشفى الشفاء التي تعتبر اكبر مستشفيات غزة واكثرها استقبالا لجرحى ونازحين .
اسم مستشفى الشفاء الذي يعود تاريخ تشييده إلى عام 1946 اي قبل نشوء دولة كيان الاحتلال بعامين، كان تصدر نشرات اخبار وسائل الإعلام وتحول الى مادة رئيسية على لسان مسؤولين إسرائيليين وغيرهم من مسؤولين دوليين وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي بايدن الذي كان صرح قبل يوم واحد من اقتحامه بأن حماس تتخذه مركزا للقيادة لتنفيذ عملياتها، وهو اتهام ينسجم مع ما كان يروج له العدو من أن المستشفى يضم انفاقا ويحتوي على مراكز قيادة ومخازن صواريخ لحماس فضلا عن وجود أسرى بداخله، بهدف تبرير قصفه المستمر له ومحاصرته ومنع دخول الوقود اليه قبل اقتحامه واتخاذ من فيه من جرحى ومواطنيين دروعا بشرية.
عملية الاقتحام التي تمت تحت جنح الظلام ، انتهت دون مقاومة ومعها انتهت أيضا أكبر كذبة بعدما اكتشف الاحتلال بأن المستشفى الذي جند له آلاف المقاتلين وحملات اعلامية فارغ حتى من الطعام أو الماء للمرضى والنازحين الذين كانوا يتوزعون داخل اروقته المظلمة بسبب انقطاع الكهرباء عنه، ليخرج مصدوما وفي نفس الوقت محرجا أمام رأي عام دولي غاضب من جرائمه، وكان العدو يبحث خلال طوال هذه الفترة عن انجاز يبرر أمامه تلك الجرائم فإذ به يقع في مذبحة جديدة ستعرضه لمزيد من الانتقادات الشعبية في عواصم العالم .
وبغض النظر عن عقلية قوات الاحتلال العدوانية والتي تجسدت على الأرض من خلال تدميرها الممنهج لعشرات آلاف المنازل وقتل من فيها وقصفها للمستشفيات والمساجد والكنائس والافران وحتى النازحين الذين كانت طلبت منهم التوجه جنوبا، فإن هناك سؤال بديهي ، كيف لهذا العدو أن يروج لهذه الفكرة ويورط معه رئيس أقوى دولة في العالم أن لم يكن يملك معلومات مؤكدة عن وجود ما يدعيه من انفاق او حتى اسلحة او مراكز قيادة؟.
مصدر متابع لمجريات ما يجري قال لموقع ” التحري نيوز” العدو لا يخجل من ارتكاب الجرائم وهو نفذ ابشعها من قتل أطفال ونساء، وكان يبحث عن انجاز معنوي لتغطية فشله بعدما عجز عن القضاء على القوة الصاروخية للقسام وعن تحرير الأسرى أو اعتقال اي من قادة المقاومة طوال هذه الفترة”.
وأضاف ” أمام هذا التخبط لدى العدو ونظرا لتزايد الضغوطات عليه وبسبب التكلفة العالية للحرب التي يخوضها والتي كلفته مئات القتلى والجرحى في صفوف جنوده، فضلا عن خسائر مالية ضخمة وتدمير مئات آلياته، وضع عنوان مستشفى الشفاء وهو مفتنع بأنه سيحقق من وراء ذلك انجازا يخرج به للرأي العام ويدين حماس باتهامها انها تستخدم المستشفيات والمرضى دروعا بشرية “.
وتابع المصدر ” حماس التي استطاعت خلال عملية طوفان الأقصى من خداع الاحتلال وأجهزة مخابراته ومعه مخابرات دول عظمى ، وتنفيذ أكبر عملية عسكرية، ربما تكون استطاعت خداع الكيان مجددا من خلال عملاء مزدوجين بعدما اقتنعت بان العدو قد وضع المستشفيات هدفا لعملياته ويريد اما تدميرها او احتلالها، فسربت معلومات خاطئة عن وجود مركز قيادة لحماس داخل مستشفى الشفاء بهدف توريط العدو واظهار كذبه أكثر وحشره أمام الرأي العام ، في حرب اثبتت فيها حماس انها تملك جهاز استخبارات لا يستهان به وقدرات لا تزال تمكنها إلى الآن من التحكم بمسار المعركة”.

زر الذهاب إلى الأعلى