إقتصاد

هل بدأت خطة توحيد سعر الصرف .. ؟؟

قد يكون السؤال الرئيسي المطروح على المستوى المالي قبل أيام معدودة على انطلاق العام الجديد، يتمحور حول سعر صرف الدولار، وتحديداً توحيد سعر دولار المنصة مع سعر دولار الودائع في المصارف، وبالتالي، وضع حد لتعددية الأسعار التي سجلت على مدى السنوات التي تلت الإنهيار المالي في تشرين الأول 2019.

ويرى الخبير المالي والمصرفي غسان أبو عضل، أن الخطوة الأولى على طريق توحيد سعر الدولار، قد اتخذها منذ أيام مصرف لبنان المركزي من خلال رفع سعر دولار “صيرفة ” من85،500 إلى 500، 89 ألف ليرة.

ويشير الخبير أبو عضل  الى ان الخطوة المقبلة، بعد رفع سعر دولار المنصّة، ليصبح موازياً لسعر السوق السوداء ومتحركاً معها.إلاّ أن الخطوة الأكثر أهمية، تبقى دولار سحوبات المودعين، أو الدولار “القديم” في المصارف، ودولار ميزانية الشركات والمصارف، والذي ما زال وفق سعر 15 ألف ليرة، حيث يعتبر أبو عضل، أن هذا الإجراء لن يتأخر، علماً أن دولار الضرائب والرسوم البلدية على سبيل المثال قد ارتفع أخيراً.

وعن انعكاس رفع سعر دولار السحوبات على سعر الصرف، لم يرَ أبو عضل انعكاساً مباشراً لهذه الخطوة على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وذلك خلافاً لما هو متوقّع من قبل البعض، إلاّ إذا حاول المضاربون استغلال هذا الواقع، والعودة إلى المضاربات غير الشرعية، مشدداً على أن قلة السيولة بالليرة في الأسواق، سوف تمنع ارتفاع سعر صرف الدولار.

وبالتالي، يرى أبو عضل، أن مصرف لبنان قادر على التحكم بالسوق السوداء من خلال تحديد كمية الليرات عبر تخفيض سقف السحوبات من المصارف، وكما حصل في تعميم الحاكم السابق رياض سلامة، الذي نصّ على تخفيض سقف السحوبات من 5 آلاف إلى 1600 دولار عندما رفع سعر دولار المصارف، وبالتالي، سوف يخفض المركزي سقف السحوبات بالدولار، ما سيسمح ببقاء الكتلة النقدية بالليرة على حجمها الحالي ولن يرتفع.

لكن السؤال المطروح وفق أبو عضل، يتناول ميزانيات الشركات والمصارف في لبنان، لأن ذلك يتطلب رفع رأسمالها وعندها قد تدخل أموال جديدة من الخارج من أجل زيادة رأسمال الشركات.في الإجمال، يقول أبو عضل، إن الوصول إلى توحيد سعر الصرف قد استغرق الكثير من الوقت، ولكن من الواضح أنه بات قريباً، وهو كان قد اشترطها صندوق النقد الدولي بالدرجة الأولى.وعن موعد توحيد سعر الصرف وإلغاء دولار ال15 ألفاً، يقول أبو عضل، إن الموعد سيكون مع إقرار موازنة العام 2024، لأن مصرف لبنان سيسير وفق سعر دولار الموازنة التي ستسير بها المصارف.

وعن إطلاق منصّة “بلومبيرغ”، يشير أبو عضل، إلى أن هذا الأمر لن يتحقّق قبل نحو ثلاثة أشهر، وهي سوف تعكس سعر الدولار في السوق، ولن تعمل كما كانت تعمل منصة “صيرفة”، بل هي ستدلّ على واقع سوق الصرف.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »