خاص التحري نيوز

هل نسق ميقاتي عودة مئات النازحين من قبرص الى لبنان؟ … عمر ابراهيم

مأساة جديدة أضيفت اليوم على ملف السوريين الواقعين بين سندان الواقع المعيشي والاقتصادي والأمني المرير وبين مطرقة شبكات التهريب غير الشرعي التي تستغل اوضاعهم، وسط ظروف سياسية معقدة بدأت تشكل عليهم عوامل ضغط إضافية وتحديدا في لبنان حيث فرضت الأحداث الأمنية الأخيرة نفسها بقوة وفتحت ملف النزوح في الشارع عبر موجات الاحتجاج على وجودهم وداخل أروقة السياسيين والاحزاب الذين يتسابقون على تسجيل المواقف المطالبة بعودتهم ومن بين هؤلاء قوى سياسية كانت من بين اكثر الداعمين لهم وساهمت مع دول اقليمية في التحريض على نزوحهم من بلادهم.
واقع تجسد اليوم جانبا منه على أرض الواقع؛ بعد مشاهد العائلات التي رمت بأنفسها  على شاطىء الميناء في  البحر بعد أن أجبرتهم السلطات القبرصية في عرض البحر على العودة الى لبنان الذي كانوا غادروه على متن قوارب الهجرة غير الشرعية قبل عدة ايام .
يأتي هذا الحادث في وقت يجد فيه لبنان  نفسه محاصرا بين الضغوط الشعبية والسياسية المطالبة بايجاد حل لوجودهم الذي يفاقم من الوضع المعيشي ومن المخاطر الأمنية خصوصا ان العديد من الجرائم التي ارتكبت مؤخرا كانت على أيدي سوريين، وبين مجتمع دولي يراوغ ويتجاهل مطالب لبنان، مع وجود علامات استفهام كبيرة حول جدية الموقف اللبناني الرسمي المتمثل بالحكومة، لجهة أن كان ينسجم مع موقف الشارع ام أنه يسير وفق اجندات الدول الخارجية التي لا يبدو أن لديها اي رؤية لحل هذا الملف اقله في الوقت الراهن.
ومن يتابع مواقف بعض السياسيين وتحديدا في الآونة الأخيرة يظن ان هذا الملف وضع على سكة الحل، لكن بحقيقة الأمر فإن كل ما يصرح به ليس سوى ” ابر تخدير” يراد من خلالها امتصاص النقمة الشعبية، التي بلغت ذروتها مع عمليات طرد النازحين والتعدي عليهم وإطلاق المواقف التحريضية من قوى تحاول تسجيل نقاط في شارعها ليس إلا ، طالما أن الجميع يعلم ان حل هذا الملف هو بيد دول خارجية.
ووفق مصادر ” التحري نيوز” فإنه بعد عودة قاربين إلى لبنان اليوم أحدهما وصل شاطىء الميناء والاخر اوقفه الجيش، طرح سؤال جوهري، من سمح لهذه القوارب بدخول لبنان، وهل نسق مسبقا بين قبرص وجهات رسمية لبنانية لاعادتهم، والأهم هل لزيارة الرئيس القبرصي قبل أيام إلى البلد واجتماعه مع المسؤولين ومن بينهم الرئيس نجيب ميقاتي علاقة  بالأمر، وإذا كان كذلك كيف يفهم تصاريح ميقاتي والمسؤولين الذين وعدوا بحلول وإذ بهم يسمحون بعودة المئات إلى لبنان؟.

  



زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »