خاص التحري نيوز

الاصلي والمزيف … د . خالد جمال .

اعيذها نظرات منك صادقة
ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
المتنبي
احترت وانا اكتب هذا المقال فيما اضع له من عنوان ، الحقيقي والكاذب ،الصادق والمخادع ، الغث والسمين، الواقعي والواهم ، الى ان استقر الرأي اخيرا على ما تروه في العنوان الحالي.
اغراني الدكتور مصطفى علوش لكتابة هذا المقال ، بعد ان تصفحت مقالته البارحة ، في موقع اساس ميديا ، حول وحدة الساحات ، والتي قارن فيها بين الساحات العربية ، التي انتهت على زعمه ، بعد حرب ١٩٧٣ ، وبين وحدة الساحات كما نعرفها حاليا . وان لا اكتب هذا المقال لانتقاد الدكتور مصطفى ، على رؤيته التي ازعم انها خاطئة ، ولكن من اجل التوضيح عن موضوع وحدة الساحات انذاك والان .اما الدكتور مصطفى فنحن ننظر اليه بكل تقدير واحترام كطبيب وانسان ومناضل ، ونتعجب كيف ان طرابلس لم تنتخبه ممثلا لها في الندوة البرلمانية ، مع ما يملك من صفات .لا بد ان هناك نقص ما عليه ان يعمل عليه.
قبل الغوص في موضوع وحدة الساحات ، لا بد ان نشير الى ان الدكتور كان محقا في طبيعة الدور الاميركي المساند لاسرائيل في حرب ٦٧ وما بعدها ،لما تملك من قدرات تكنولوجية وشجاعة ، في مواجهة الساحات العربية مجتمعة ، ولدورها في الحرب الباردة القائمة انذاك ، وهو ما اشار له ايضا الكاتب والمفكر حازم صاغية ، في مقالته امس على صفحات جريدة الشرق الاوسط . كذلك اريد ان اشير الى ان استخدامه للتاريخ لمقارنة اسرائيل بداوود ومقلاعه في وجه طالوت ، كانت موفقة ، اما اساس الموضوع اي مقارنة الساحات حينها والان فلم يكن موفقا على الاطلاق ، وهذا ما نحن بصدد تشريحه كما نفعل مع الجثث من اجل تبيان الحقيقة.
والحقيقة هي ان تلك الساحات كانت صادقة ، ولا يعود الفضل في ذلك الى الانظمة (وان كنا لا نريد ان نحرمها بعض الفضل ، وخاصة جمال عبد الناصر)، وانما الى الشعوب وخاصة في الجزء الاسيوي من العالم العربي ، وتحديدا اكثر في دول المشرق العربي ، العراق وسوريا ولبنان ، والذين كان ابنائهم يشكلون الحاضنة والبيئة الطبيعية لابناء فلسطين ، وكانوا على العهد والوعد مهما تقلبت الظروف وتغير الزمان ، وهذا ما حدث فعلا ، لان وحدة الساحات الحالية ، كانت قد قضت بالكامل على هذه البيئات الحاضنة قبل ان تتداعى لتحرير فلسطين كما تزعم ، تحت قيادة واشراف وتمويل وتنظيم ايران ،ذات الموقف المعروف والواضح بالافعال تجاه العرب وقضاياهم.ان وحدت الساحات الحالية قضت على الامل بتحرير فلسطين ،لانها قضت على ما تبقى من امال في الهلال الخصيب ،وحولت نكبة فلسطين الى نكبة عامة وشاملة لدول المشرق العربي.
الساحات العربية ، على وهنها وضعفها كانت اصلية ، اما الساحات الايرانية على تجبرها وتبجحها فهي مزيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »