خاص التحري نيوز

مع استفحال الفوضى… مخابرات الجيش تعمل على خطين بطرابلس… عمر ابراهيم


مع استفحال ظاهرة الفوضى في طرابلس ومحيطها وازدياد عمليات إطلاق الرصاص في الاشكالات الفردية أو المناسبات الاجتماعية  بالاضافة الى السرقات، وفي ظل تراكم اخفاقات السلطة السياسية في إيجاد حلول ناجعة بدءا من معالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية وصولا الى وضع خطط أمنية لا تزال حبرا على ورق، بات لزاما على الأجهزة الأمنية ابتكار الحلول علها بذلك تحد من هذه الظواهر وتحافظ قدر المستطاع على هيبة الدولة من جهة وعلى مصالح المواطنين من جهة ثانية، فكان خيار  تكثيف العمل على” المصالحات” بين المتخاصمين هو الحل الأنسب في الوقت الراهن.
اسلوب المصالحات ليس بالامر الجديد، فهو كان سائدا في زمن الدولة قبل عقود، حيث كانت الأجهزة الأمنية  تلجأ الى حل الخلافات العشائرية وعمليات الثأر بين أبناء العشائر من خلال رعاية مصالحات تفضي في غالب الأحيان الى الوصول إلى تسويات تقوم عادة على تسليم المتورطين واسقاط دعاوى الحق الشخصي والحصول على فدية مالية ان كان هناك قتلى ، فضلا عن أمور أخرى يجري الاتفاق عليها بين الافرقاء، ويرعاها رجال صلح مشهود لهم في تلك القرى
هذا الأسلوب ربما لم يكن
معتمدا في المدن من قبل الأجهزة الأمنية حيث كانت جهات سياسية نافذة أو نواب يتولون هكذا أمور بالتعاون مع الامن، لكن
مع وضع شبيه للبنان  وتحول عمليات الثأر والانتقام الى اسلوب يعتمد من قبل شرائح كثيرة خارج الارياف،  باتت الأجهزة الأمنية محكومة بنقل تجربة العشائر الى المدن التي بطبيعة الحال باتت بعض احياءها موطنا بديلا لعائلات وعشائر هجرت قراها واستوطنت فيها، وأن كان البعض يرى انه اسلوب غير ناجع لانه يشجع البعض على افتعال الاشكالات،  لكنه يبقى افضل المتاح في حالتنا التي أصبح فيها الاحتكام للسلاح هو سيد الموقف.
واذا كانت معظم المناطق اللبنانية تعمل على هذا القاعدة، فإن لطرابلس خصوصية أكبر، فالمدينة بقطنها نصف سكانها من الارياف والنازحين السوريين ، وتعتبر وفق كل التقارير الأكثر فقرا على ساحل البحر المتوسط ، وتجتاحها البطالة وينتشر السلاح الفردي فيها بشكل لافت، وهي كلها أمور تصعب من مهمة ضبط الأمن بشكل كلي في حال لم يكن هناك معالجات فعلية للاوضاع المعيشية،
وانطلاقا من ذلك تشهد المدينة من وقت لآخر إجراء مصالحات بين أبناء الأحياء الشعبية بعد إشكالات مسلحة كانت تحصل بينهم، وعادة ما تتولى مخابرات الجيش هذه المهمة باعتبار أن المدينة وتحديدا تلك الأحياء هي بعهدة الجيش منذ اول خطة أمنية وضعت بعد انتهاء جولات العنف بين التبانة وجبل محسن قبل عدة سنوات
وكانت طرابلس شهدت قبل أيام اشكالا مسلحا في منطقة الزاهرية، انتهى بإجراء مصالحة  
برعاية قيادة الجيش اللبناني وفرع المخابرات في الشمال وبحضور رئيس فرع مخابرات الشمال العميد نزية البقاعي ورئيس مكتب امن طرابلس الرائد محمد عوض.
على أن المفارقة في هذه المصالحات أو اغلبها انها تتم مباشرة برعاية الجيش بدون لا رجال صلح من عشائر ولا سياسيين ، وهو يزيد من الاعباء الملقاة على الأجهزة الأمنية كافة وفي مقدمتها الجيش ومخابراته، الذين يضطرون الى ضبط الأمن و” تبويس” المتخاصمين.

الصورة ويظهر فيها الرائد عوض خلال إجراء مصالحة في الزاهرية

زر الذهاب إلى الأعلى