خاص التحري نيوز

أمن طرابلس يهتز ومخاوف من هذا السيناريو… عمر ابراهيم ..!!

قد يكون من الطبيعي حصول اشكال فردي او اشتباك مسلح عائلي او حزبي او سياسي في اي منطقة على مساحة البلد، خصوصا في هذا الوقت الذي يترنح فيه لبنان على حافة الهاوية بسبب الازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تعصف به وتعذر إيجاد الحلول لتلك المشاكل التي تجاوزت الحدود وتعقدت أكثر بعد الأزمة المستجدة مع دول الخليج العربي، وما يترتب على ذلك من تداعيات تزيد من مخاوفاللبنانيين على امنهم ومستقبلهم ولقمة عيشهم.

الا ان تكرار تلك الأحداث في بقعة جغرافية معينة هي بطبيعة الحال ضعيفة المناعة امام اي خضة سياسية او أمنية كطرابلس التي شهدتليلة امس وحدها عدة خروقات أمنية من اشتباكات مسلحة وإطلاق نار على مكاتب،  وهي أمور تثير المخاوف وتبعث القلق عند اهلها،  لاسيما أن هذه المدينة لا تشبه بظروفها وطريقة إدارة شؤونها غيرها من المدن او المناطق، لاسباب عديدة ابرزها، غياب المرجعية السياسيةالقادرة على ضبط الوضع ومنع خروجه عن السيطرة كبقية المناطق التي فيها تواجد نافذ للأحزاب والقيادات القادرة ساعة ما تشاء علىالتحكم بشارعها ولجمه عند الضرورة، وهناك تجارب كثيرة على ذلك واخرها الأحداث الدموية التي كانت شهدتها منطقة عين الرمانة فيبيروت وانتهتبكبسة ذرفضلا عن سبب رئيسي يتعلق بنظرة الدولة وتعاطيها مع هذه المدينة على مدار العقود السابقة وكيفية استخدامهامن قبل قوى محلية وخارجية في حروبها، ما كون فكرة لدى غالبية الطرابلسيين تختصر بعبارة باتت رائجة في المدينةكل ما حبلت فيمكان قد تلد عندنافي إشارة واضحة الى خوفهم الدائم من تنفيس اي احتقان سياسي او أزمة في شارعهم، على غرار جولات العنف التيكانت شهدتها مناطق التبانة وجبل محسن وحصدت قتلى وجرحى ودمارا في البنية الاقتصادية، كانت بهدف إيصال الرسائل السياسيةالمحلية والخارجية قبل أن يتصالح المتخاصمون على حساب دم اهل المدينة وتنتهي تلك الجولات بخطة أمنية كانتغب الطلب، من دون أنيحصد المتقاتلون بين ازقتها الفقيرة على اية غنائم من الصفقات السياسية التي ابرمت على حسابهم ، اللهم الا من بعض الفتات من المالوالمساعدات التي كانت تغدق على المقاتلين حينها.

يضاف الى كل ذلك مسألة لا تقل أهمية عن ما تقدم، لجهة السبب الحقيقي من وراء امعان الدولة في حرمان هذه المدينة وعدم قيام كل القوىالسياسية التي تعاقبت على التحدث باسمها  عن العمل على التخفيف من معاناة اهلها وإقامة مشاريع توفر وظائف  لجيش العاطلين عنالعمل فيها، خصوصا الاغنياء منهم كتيار المستقبلالذي حصد في فترةعزهمعظم المقاعد النياببة وبعده الرئيس نجيب ميقاتي الذياستطاع في الانتخاببة الأخيرة أن يحصد نصف المقاعد النياببة، ما يطرح تساؤلات أن كان ما يحصل في هذه المدينة من افقار وتهميشوحرمان هو المطلوب لسهولة استغلال الشارع بأقل كلفة مالية ممكنة، لا سيما أن طرابلس تضم عشرات الاف الفقراء الوافدين من الاريافوالنازحين السوريين.

   اليوم عادت تلك المخاوف الى الشارع الطرابلسي وعاد معها السؤال المشروع لدى اهلها، هل نكون الضحية مجددا ويزج بنا في معارك اويستغل شارعنا كورقة ضغط لتحسين شروط او فرض تسويات ؟.

هذه المخاوف قد يرى البعض أنها مبالغة نوعا ما ، لكن من يتابع يوميات طرابلس وتحديدا في أوقات الليل يدرك تماما أنها تعيش حالة منالتفلت الأمني المثير للمخاوف، يقدم في كل يوم نموذجا خطيرا،  لا يمكن حصر الامر  في إطار الاشكالات الفردية التي تشهدها بقيةالمناطق، للاسباب التي كنا أشرنا اليها، مع الاخذ بعين الاعتبار الظاهرة التي تتفرد بها طرابلس عن غيرها وهي اطلاق النار الشبه يومي في شوارعها ليلا، تارة من قبل محتجين على انقطاع الكهرباء او تردي الاوضاع المعيشية وتارة أخرى لا يوجد اي تبرير له سوى محاولةاشاعة أجواء الفوضى والايحاء بأن المدينة خارجة عن السيطرة.

كل هذه الامور تزيد المخاوف من إمكانية أن يتحول هذا التفلت الأمني  في اي لحظة سياسية حرجة او غفلة ربما تكون مقصودة،  الى فوضى عارمة على غرار ليلة احراق البلدية والمحكمة الشرعية، فضلا عن شواهد أخرى اهتز فيها أمن المدينة، تحت شعارات ظاهرها مطلبي

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »