منوعات

عادات رمضانية: زينة رمضان

من المظاهر الإحتفالية بشهر رمضان المبارك التي تصاحب إعلان ثبوت رؤية هلاله أن يزيد ويُكثر المسلمون من إنارة المساجد وذلك تعظيماً له، حيث كانت الأنوار تتصل بين مآذن ومنارات المساجد والجوامع إلى أن يصبح الليل الرمضاني مشعاً لامعاً وبراقاً.

 

 

يُذكر في هذا المجال وبحسب ما تسجل كتب التاريخ أن أول من بدأ فكرة الإحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية.

إنارة المسجد

اضاءة المسلمين لمساجدهم كانت تتم من خلال الاسرجة، وكانت تلك الطريقة شائعة الاستخدام منذ ايام النبي، فهي ليست أكثر من وعاء فيه زيت وله فتيل يشعل بالنار، حيث روى ابن حجر العسقلاني في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة”: “ان المسجد النبوي الشريف يُضاء في الليل بإيقاد سعف النخل فيه، وظل على ذلك تسع سنين تقريباً، حتى قدم “تميم الداري” إلى المدينة المنورة في سنة تسع من الهجرة، فوجد المسجد يُضاء بسعف النخل، وكان قد أحضر معه قناديل وحبالاً وزيتاً، فعلق تلك القناديل بسواري المسجد، وأوقدها فأضاءت المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نوّرت مسجدنا نَوَّرَ الله عليك في الدنيا والآخرة”.

وكانت القناديل خطوة متقدمة على السراج، وهي ببساطة طريقة لإضافة الزجاج الشفاف حول السراج ثمّ تعليقه إن شاء حامله بدَلَ إثباته الدائم على قاعدة. وقد كانت القناديل معروفة، ولكنها لم تصبح مبذولة للناس بسبب تكاليفها،الا ان امرها تغير شيئا فشيئا فاصبحت تلك القناديل بلورية مزخرفة متقنة الصنع معلقة في بعض الاحيان بسلاسل من الذهب او الفضة تختص بها المساجد دون غيرها تقربا من واهبها لله تعالى، حيث عرف ان سلطان المسلمين يتولى امر إضاءة المساجد وساحتها والطرقات المؤدية اليها. فقد ذكر ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب علق القناديل على سور ساحة الكعبة للانارة ليلا، وان المأمون العباسي خلال خلافته، أمر بالاستكثار من المصابيح في المساجد في شهر رمضان.

كما عرف عن حاكم مصر “ابن طولون” حين بنى مسجده الضخم في القطائع واراد أن يضيئه، علّق بسقفه السلاسل النحاسية المفرغة والقناديل المحكمة، وان الحاكم الفاطمي بأمر الله أمر سنة 403 هـ/1012م ان يزين مسجد عمرو بن العاص بقناديل فضية، عددها 700 قنديل، زنة تلك المصابيح خمسة وعشرون قنطاراً من الفضة، كل قنطار وزنه مئة رطل، وكل رطل زنة 144 درهماً فضياً، حتى ان العمال حينما حاولوا إدخال هذه القناديل إلى المسجد لم يتسع لها أي باب من أبواب المسجد لعِظَمها، فهدموا أحد الأبواب توسيعاً للمصابيح ثمّ أعادوا الباب إلى مكانه الأول.

وقد ذكر أحمد بن يوسف الكاتب العباسي أن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد أمره بأن يكتب ليحثّ الناس بالإكثار من المصابيح في شهر رمضان، وتعريفهم ما في ذلك من فضل.

ويُشار أيضاً إلى أن أول من إستخدم إنارة المساجد إحتفالاً برمضان في الأستانة خلال العهد العثماني كان السلطان أحمد سنة 1617 ميلادية، فأضاء أنوار المصابيح والمشاعل التي غطت مختلف مساجد اسطنبول حتى بدت كالنجوم النيّرات.

أما في بيروت فإنه سنة 1909 أُذن لمدير أوقاف ولاية بيروت الحاج عبد اللطيف حمادة إبن عبد الفتاح آغا، بتنوير الجامع العمري الكبير وجامع السرايا وجامع النوفرة بالغاز الهوائي

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »