خاص التحري نيوز

الصمود “المستحيل” في لبنان بانتظار نتائج معركة الخارج! ….سمير سكاف .

لم تعد تنفع كل محاولات الداخل وحدها من أجل “بناء الدولة”! فمعايير “بناء الدولة” وشروطها الضرورية والملحة لم تعد متوفرة منذ زمن طويل. وقد حاولت الثورة شعبياً وسياسياً وضع الأمور على سكة التغيير، ولكنها اصطدمت بوقوف المجتمع الدولي “ضدها”، باختيار ممثله، أي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التعاطي مع “من انتخبهم الشعب”… يومها! وكأن تصويت الشعب على مدى سنتين بخبطة الأقدام الهدارة… بملايين منها في كل ساحات الداخل كما في كل أرجاء العالم في الاغتراب يومها لم تكن مقنعة كفاية لمجتمع دولي لا يريد تغيير الستاتيكو في لبنان والمنطقة! إذ لا يريد هذا المجتمع الدولي “خربطة” الأمور! فالتغيير يبدو ممنوعاً! فبين مفاوضات فيينا والغاز على سواحل لبنان وفلسطين المحتلة، والحرب الروسية الأوكرانية… لا ترغب القوى العظمى بتغيير الحلفاء، ولا حتى الخصوم! ما دفع قسم كبير من الشعب الطامح للتغيير للعودة للتمترس خلف ماضٍ سيء يعرفه بدلاً من الرهان على أفق زاهر لا يظهر شعاع نوره بعد! فسمح هذا المجتمع الدولي بذلك، بإعادة أعناق الشعب اللبناني الى “سواطير” جزاريه من الطبقة السياسية الفاسدة المحمية من حزب الله! فيوم اجتمع ماكرون “بهم” أدرك الكثيرون أن ذلك الاجتماع هو طعنة في قلب الثورة وقلب اللبنانيين، ستجعل من درب جلجلة لبنان طويلة…جداً، ومن صليب اللبنانيين ثقيلاً…جداً! ولكن كان الاستمرار واجباً، وعدم الاستسلام واجباً. وكان يجب، بالضرورة، عدم التوقف عن المحاولة والاصرار والمواجهة، مع موجة ثورية أخرى، أو من دونها!

“عبثاً يثور الثائرون”، اذا كان المجتمع الدولي سيتخلى عنهم. فالأقدام وحدها لا تكفي. وأصوات الصناديق لا تبدو كافية. والدماء إن سالت فعلاً، فقد تسيل بكثرة، وقد لا تكون كافية! ولا يعني ذلك التسليم بجرائم الواقع اليومي، ولا بسوء إدارة البلاد، ولا بالمحاصصات المذهبية والطائفية، ولا بالخضوع لاملاءات المحور الإيراني ولفائض قوة السلاح في كل شاردة وواردة، حتى في غياب أي سلاح مواجه له. فكل المواجهات ضرورية حيث أمكن، في الشارع، في السياسة، في الانتخابات، في الاعلام… ولكن المعركة التي يمكن أن تكون أكثر فعالية، في هذه الظروف، هي معركة الخارج! وهي إقناع المجتمع الدولي لإقناع إيران بكل الوسائل لإنجاح عملية “بناء الدولة”! ذلك، أن القرار الأعلى لحزب الله موجود وللأسف في إيران، من خلال ولاية الفقيه!

*لبنان بلد يحتاج الى “دولة”!*

هذا هو شعار المرحلة المقبلة، وبخاصة مع الاغتراب اللبناني والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية! 17 تشرين تتجه “شرقاً”… “وغرباً” والى كل المنابر بمواكبة الداخل عند المستطاع بهدف حماية الوطن!

لبنان ينازع و”الوضع مكربج”! ويجب ألا يتوقف اللبنانيون عند أي “تابوهات” ثورية أو غيرها لإنقاذ لبنان! فالإنقاذ الأكيد، إن كان ممكناً وحقيقياً، هو أكبر من أي شيء! وبخاصة في التعاطي الداخلي – الداخلي! ان المشكلة لدى الكثير من اللبنانيين هو في الخلاف على الماضي بدلاً من الاتفاق على المستقبل! لذلك، من الضروري التحلي بالشجاعة لإنكار الذات من أجل إنقاذ لبنان! “يبقى لبنان أو لا يبقى. تلك هي المسألة”!

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »