خاص التحري نيوز

انقسام بين معارضي إيران في لبنان … عمر ابراهيم .

 

 

الحكومة الايرانية توافق على تزويد لبنان ب 600 طن من الفيول لتشغيل معامل الكهرباء، خبر كان كفيلا باشعال جبهات على مواقع التواصل الاجتماعي وفتح جلسات نقاش وتحليلات سياسية داخل المقاهي، وبطبيعة الحال في اروقة القوى السياسية والحزبية المعارضة والمؤيدة لايران ، والتي سيبحث كل منها عن تقديم قراءة هذه الخطوة وايجاد تفسيرات لها بما يخدم مشروعه.
الا أنه من المؤكد ان الخبر بحد ذاته شكل مفاجأة فهو يأتي بظروف صعبة على لبنان لا تخفى على احد من جهة، و بتوقيت سياسي حرج على ايران بسبب تعقد المفاوضات بشان ملفها النووي، والضغوطات السياسية التي تواجهها مع الحصار المفروض عليها من جهة ثانية، وهي أولويات تجعلها بلغة المنطق غير قادرة على فتح المزيد من الجبهات عليها او اهدار الاموال التي من المفترض ان تدخرها في حربها الاقتصادية المفتوحة مع المجتمع الدولي، وهو كان رهان خصومها الذين ما زالوا حتى اللحظة يشككون او يتمنون عدم حصول الامر حتى لو كان ذلك سينعكس ايجابا على البلد ومواطنيه الذين يعانون الامرين جراء انقطاع الكهرباء وتحكم اصحاب الاشتراكات بهم وما ترتب على ذلك مؤخرا من انقطاع المياه عن احياء باكملها وتحديدا بطرابلس. .
وبعيدا عن راي هذا الفريق السياسي او ذاك ونظريات المؤامرة “الجاهزة ” ، فإن الشارع كان له راي مختلف كليا حتى الذي يصنف في خانة العداء والخصومة مع ايران ، حيث بدت ردات فعله الايجابية على عكس توجهات احزابه او قياداته، لا سيما في المناطق الفقيرة من عكار مرورا بطرابلس وبيروت وصولا الى بقية المناطق اللبنانية التي كفرت بالدولة وبحروب السياسيين التي اوصلتها الى ما هي عليه اليوم ، ولسان حال الغالبية منهم ” مين ما جاب الكهرباء المهم تجي”.
كلام ربما لا يروق لمن يغلب منطق النكاية حتى على مصلحته، وهو ما فتح حروبا على مواقع التواصل الاجتماعي وبعضها بين انصار الفريق السياسي الواحد الذين انقسموا بين من رحب بهذه الخطوة وبين من بقي على موقفه المعارض، وهو امر انسحب على المقاهي داخل المناطق الشعبية على وجه الخصوص ، وان كانت الغلبة هناك لمصلحة المؤيدين من فقراء انهكهم الجوع وملوا من لعبة السياسة وبات أقل ما يحلمون به نقطة مياه وساعات ولو قليلة من كهرباء تصل منازلهم ولو كانت من عدو في السياسة، وهو ما دفع احد المتابعين الى التعليق بالقول ” لقد نجحت إيران حيث اخفق خصومها واستطاعت ان تقلب الراي العام الشعبي ضد من يعترض على خطوتها ، فهل تفتح مبادرة إيران الباب أمام بقية الدول لتقديم المساعدات للبنان ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »