قرار تشكيل الحكومة حسم … الا اذا ؟. عمر ابراهيم .
بعد اجواء التفاؤل التي اشيعت قبل ايام حول امكانية وصول لبنان الى اتفاق مع اسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية ، عاد التشاؤم ليطغى على المشهد العام مع مخاوف من امكانية قيام العدو بمغامرة عسكرية وان كان البعض يستبعد ذلك لاعتبارات عديدة ومنها إدراك العدو ان اي حرب شاملة مع لبنان ستكون مشكلة خصوصا لجهة رد حزب الله الذي تشير كل المعطيات الى ان بند اهدافه هذه المرة يتضمن مراكز حساسة ومؤثرة ستطالها صواريخه، في حال حصول اي عدوان على لبنان
هذه الاجواء كان رافقها في الداخل اللبناني تعثر في المشهد السياسي لا سيما في ما خص ملف تشكيل الحكومة بعد بروز شروط وشروط مضادة أخرت عملية التشكيل التي يراهن عليها لسد الفراغ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وصعوبة انتخاب بديل له في هذا الوقت بانتظار نضوج التسوية الدولية وفق متابعين .
ويمكن القول ان لبنان الرسمي كما الشعبي منقسم بين فريقين ، الاول يسعى بكل ما اوتي من قوة لانهاء ملف الترسيم البحري وضمان حقوق لبنان من خلال الدبلوماسية والتهديد بالتنسيق مع الجانب الرسمي اللبناني ، فضلا عن سعيه لتشكيل الحكومة، وفريق غير مبالي وربما يراهن على فشل المفاوضات وعدم نجاح مساعي تشكيل الحكومة من اجل تصفية حسابات سياسية ولو كان ذلك على حساب مصالح البلد.
ووفق مصادر ” التحري نيوز” فإن حزب الله الذي دخل منذ اليوم الاول كوسيط في ملف تشكيل الحكومة بدا عمليا بلعب دور اكثر فعالية من خلال تكثيف اتصالاته مع كل الافرقاء المعنيين لحسهم على ضرورة تجاوز كل العراقيل والعمل سريعا من اجل ولادة الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية والامنية ، خصوصا بعد فشل المفاوضات مع اسرائيل”.
وافادت المصادر ” ان مساعي حزب الله نجحت لحينه في تذليل العديد من العقبات ، حيث من المحتمل ولادة الحكومة خلال مدة اقصاها اسبوع ، خصوصا ان الاتفاق على أسماء الوزراء الجدد والمفترض ان يكونوا ثلاثة وزراء اصبح شبه محسوما ومنها قد يكون اسم حصة عكار بالحكومة محمد كنج الذي يرجح ان يتولى وزارة الاقتصاد رغم أنه يواجه منافسة من داخل المحافظة حيث هناك أسماء تسعى لتكون مكانه فضلا عن حملات اعلامية تتهمه بالفساد.
وتختم المصادر” الا ان ذلك لا يلغي من الحسبان امكانية حصول مفاجآت في اللحظات الاخيرة قد تطيح بكل تلك الجهود ، الامر الذي يعني حكما وجود قرار خارجي بادخال لبنان في المجهول”.