خاص التحري نيوز

” جنود الرب ” حركة طائفية من الاشرفية .. لماذا تشكلت ومن يدعمها ؟ عمر ابراهيم

كثرت في الآونة الاخيرة الدعوات الى ” الأمن الذاتي ” نتيجة حالة التفلت الامني الذي يشهده لبنان لجهة تزايد عمليات السرقة والسطو المسلح والقتل لاسباب مختلفة .

هذه الدعوات وجدت ترجمتها على ارض الواقع في بعض القرى والبلدات النائية او تلك البعيدة عن المدن ، نظرا لعدم وجود مراكز امنية فيها، وهو ما اعتبره البعض مطلبا محقا وتغاضت عنه الدولة نوعا ما ، خصوصا ان المجموعات التي تم تشكيلها للحراسة او لمؤازرة شرطة البلديات معظمها لم يتم تدريبه او حتى تسليحه أقله بشكل علني ، كما لم يتم اطلاق اي تسميات على تلك المجموعات لا طائفية ولا سياسية .

اضف إلى ذلك فانه منذ تشكيل بعض البلدات لتلك المجموعات لم يسجل حصول اشكالات كثيرة مع الاهالي او حتى مع ابناء القرى المجاورة ، كما لم يصار الى حصول اية استفزازات طائفية او مذهبية او حتى سياسية .

لكن مقابل ذلك يبدو ان البعض استغل ظاهرة التفلت الامني وعمل على تشكيل مجموعة اطلق عليها اسم ” جنود الرب” اوكلت اليها وفق ما هو معلن حماية منطقة الاشرفية في بيروت من السرقات، والتي كانت شهدت كغيرها من المناطق تزايدا في عمليات السرقة.

هذه المجموعة بدت مغايرة في الشكل والمضمون عن بقية المجموعات التي شكلت في القرى والبلدات ، حيث ظهر ” جنود الرب” عبر مقاطع فيديو لاحدى صفحات الفايسبوك التابعة لهم وهم يتلقون تدريبات على فنون القتال ويستعرضون قوتهم ، وقد ارتدوا ازياء موحدة وذلك على وقع ترانيم دينية وتحت راية ” الصليب “.

هذه المجموعة لم تكتف بذلك بل نظمت تحركات في شوارع الاشرفية بزيها الموحد وشعاراتها الدينية من دون ان يكون هناك اي سلاح ظاهر، لكن شكلها ربما بعث في الطمأنينة الى سكان الاشرفية لكنه أثار ريبة الجيران وقسم كبير من الشعب اللبناني، الذي وجد فيها على انها تنظيم يخشى من ان يكون تحضيره مقدمة لأمر ما .

وجاءت حادثة الاشرفية التي وقعت قبل ايام عندما تم اعتراض موكب دراجات نارية قادم من الطريق الجديدة يحمل الاعلام الفلسطينية والمغربية ، احتفالا بفوز المغرب لتسلط الضوء على هذه المجموعة ، خصوصا بعد تعرض العديد من الاشخاص للضرب وادخل بعضهم الى المستشفى .

مصادر ” التحري نيوز” اكدت ان هذه المجموعة والتي يتزايد عديدها تحظى بمباركة دينية وبدعم سياسي من جهات نافذة في المنطقة في اشارة الى القوات اللبنانية ، وان كانت الاخيرة لم تعلن تبنيها لها.

واضافت ” ظاهرة الأمن الذاتي موجودة في العديد من المناطق، وقد ينتهي دور تلك المجموعات مع انتفاء الحاجة لافرادها، لكن “جنود الرب” اشبه بتنظيم يتجاوز مسالة الأمن الذاتي ، وربما يمتد الى مناطق اخرى، ما ينذر بتشكيل مجموعات طائفية في مناطق اخرى ، الامر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة مستقبلا”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »