خاص التحري نيوز

“جنود الرب” يستنفرون السنة … “سلاحنا جاهز” … عمر ابراهيم 

لم يكن حادث الاعتداء على جمهور المحتفلين بفوز فريق المغرب في منطقة الاشرفية قبل اسابيع ليمر مرور الكرام دون ترك تداعيات سلبية على المشهد العام في لبنان بشكل عام وعلى ابناء منطقة طريق الجديدة الذين ” عضوا” على جرحهم وناموا على خيبة أمل كبيرة بعدما تلقوا صفعة ممن كانوا يوما ما الى جانبهم في الساحات ودافعوا عنهم عبر ممثلهم السياسي ” تيار المستقبل “، لكن ليس لوقت طويل بعد ان جاء الرد اليوم من رجل دين ” سني” هدد وتوعد وذكر بان سلاح السنة في طريق الجديدة جاهز .

ويمكن القول ان حادثة الاعتداء هذه التي لكل طرف تبريراته حيالها، ربما كانت لتنتهي في ارضها كغيرها من الاشكالات التي يشهدها لبنان ، لولا ظهور ” جنود الرب” وهي مجموعة برزت في الفترة الاخيرة تحت ذريعة حماية الاشرفية واهلها من السرقات التي تجتاح البلاد دون رادع، وهو مطلب حق من حيث الشكل ، لكن الاخراج الطائفي لهذه المجموعة استفز شريحة من المسيحيين قبل المسلمين، ممن ما زالوا يؤمنون بالدولة وينشدون عودتها.

واذا كانت هذه المجموعة المثيرة للجدل من حيث توقيت ولادتها قد استغلت تلكؤ الدولة في الحفاظ على الأمن واعطت لنفسها الحق في الحفاظ على امن مناطقها بغطاء وتمويل ديني وسياسي لم يعد خافيا على احد، فإن الخطورة هي في ما تقدمه من استعراضات شبه عسكرية باتت مدعاة تساؤلات عن الدور المطلوب منها مستقبلا وان كانت بداية مشروع فتنة ، يحضر للبنان الذي يعاني ازمات سياسية واقتصادية ومعيشية تنذر باي لحظة بانفجار الامور .

لا يخفى على احد ان مناطق كثيرة لجأت الى الأمن الذاتي لكن الاشرفية دون غيرها قررت ان يكون امنها على حساب امن البلاد ، فاخرجت هذه الصورة المستوحاة من مشاهد الحرب الاهلية اللبنانية، ما نشط ذاكرة لبنانيين كثر عانوا من هذه الحرب وما زالوا يلعنون تاريخها وذكراها، وهو ما اشار اليه من طريق الجديدة الشيخ حسن مرعب الذي انتقد ما تعرض له ابناء طريق الجديدة من اعتداء وحذر من خطورة الأمن الذاتي الذي يلجأ اليه البعض ، مهددا بان ابناء طريق الجديدة من السنة يملكون السلاح وهم يعرفون متى يدافعون على أنفسهم في حال فرضت عليهم معركة .

كلام الشيخ هذا وما سبقه من حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تنذر بتدحرج الامور نحو الاسوأ في حال لم يبادر العقلاء من المسيحيين قبل المسلمين الى العمل لقطع الطريق على أي مشروع فتنة ومنع البعض من اخذ ” جنود الرب” ذريعة لتشكيل مجموعات طائفية مواجهة ربما يكون هناك من يسعى ويريد لها ان تولد خدمة لمشروع امني خطير يحضر للبلد .

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »