خاص التحري نيوز

خاص : “رمضان الطوفان”.. هكذا يكون “ربيع فلسطين” في العالم…



كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز”

عذرًا؛ “رمضان” هذا العام.. لا مظاهر احتفالية نستقبلك فيها كالأعوام السابقة.. عذرًا؛ فمجازر غزة التي يندى لها جبين الإنسانية غيّبت عنا مظاهر البهجة.. حتى اكفهرت وجوهنا، وانقبضت أساريرنا، وأدمت قلوبنا مشاهد الطفولة البريئة وهي تُقدم قرابين على مذبح غزة الأبية.. كأنّ أجسادها الطرية استحالت خط الدفاع الأول عن جبهة الأمة جمعاء.. نعم؛ “رمضان” لم تعد ترتسم ملامح البسمة على وجوهنا..، إزاء كل هذا الخنوع العربي، إلا ساعة يفيض طوفان العزة القادم من غزة مع التحام المقاومين بالعدو، وتسطيرهم ملاحم البطولة مكبدين إياه خسائر فادحة.. ساعتئذ فقط تُشفى صدور قوم مؤمنين..

يأتي “رمضان الطوفان” هذا العام مثقلاً بأشهر دامية سبقته وبمحرقة وإبادة جماعية طالت أبناء غزة، لكنه يأتي في الوقت نفسه حاملاً ومحمّلًا بعنفوان القطاع المصان بشلالات دماء أبنائه وبنادق مجاهديه..، الذين أبدًا ما هانوا وما سهل الهوان عليهم..، يأتي الشهر الفضيل للصوم والتعبّد على طريق معبّدة بصيام قهري لأطفال غزة وأبنائها، والذين يستشهدون كل يوم وهم يتضورون جوعًا بعدما تيبّست بطونهم وأمعاؤهم الخاوية، فيما موائد العُرب زاخرة عامرة..، يأتي “رمضان” وكلنا أمل أنه مناسبة للشعوب الحرة للتعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب الغزاويين بكل ما أوتيت من قوة..، لعلّ بركات الشهر الفضيل تتحوّل فرصة لـ”ربيع فلسطين” العالمي، فتنتفض الضفة الغربية والداخل “الإسرائيلي”، وتخترق شعوب دول الطوق جدار الصمت العربي هادمةً معها كل حدود.. كاسرةً كل جدار وحصار عن أهلنا الشرفاء في غزة، محطمةً أهداف العدو “الإسرائيلي” لإجباره على إيقاف عدوانه مكرهًا من دون تحقيق مآربه.
تكليف المسلمين، في  شهر رمضان المبارك هذا العام، مختلف عن كل عام، ولا يقتصر على أداء مناسكه وعباداته فحسب..، بل يتعدى ذلك إلى تحميلهم واجب ومسؤولية أن يقوموا بما يقدرون عليه ويما يستطيعونه لنصرة غزة، بدءًا من التظاهر والاحتجاج والمقاطعة الشعبية لبضائعها وبضائع الدول الداعمة لها، مرورًا بالإضراب العام والشامل والعصيان، لتعطيل مظاهر الحياة كلها في العالم، وصولاً إلى هدم كل الأسوار، وإطلاق سفن كسر الحصار، وإغلاق مقرات البرلمانات والمؤسسات الدولية والسفارات المتواطئة ضد غزة، ودفع الدول لإيقاف توريد الأسلحة إلى “إسرائيل” وإلغاء الصفقات معها، والحذو حذو بوليفيا وكولومبيا بمقاطعة “إسرائيل” عبر طرد سفرائها واستبعاد شركاتها عن المعارض الدولية، كما فعلت تشيلي- استبعدتها عن أكبر معرض في أميركا اللاتينية للطيران والفضاء- والضغط عليها بكل السبل لإيصال المساعدات الانسانية إلى أهالي غزة ووقف العدوان الهجمي على أبنائها..
هذا على المستوى الشعبي؛ أما على المستوى الاعلامي، ومع أنه قد تحقق الكثير في الأشهر الماضية ولمسنا تبدلاً واضحًا بمزاج الرأي العالمي الغربي تجاه قضية غزة وفلسطين، وهو ما عبر عن نفسه بأشكال مختلفة في عدد كبير من دول العالم في فرنسا وبريطانيا واسبانيا ..، وصولاً إلى إحراق الطيار الأميركي نفسه نصرة لغزة وتفاعل رسالته وسط رفاق السلاح..، ومع أن كل ذلك ما كان ليتحقق لولا الفضاء الإلكتروني المفتوح الذي يتيح لكل فرد أن يكون مراسلاً وينشر تغريدة أو منشورًا داعمًا..، إلا أنه ما يزال أمام وسائل الإعلام الداعمة والناشطين والمغردين الكثير ليفعلوه، فمقتضى الواجب أن يكثفوا في شهر رمضان حملاتهم لنصرة غزة وعكس حقيقة ما يجري فيها من مجازر واعتداءات ودمار وتجويع، وليكن شعارهم مذيلًا بهاشتاغ #رمضان_الطوفان: نساء أطفال غزة أمانة في أعناقنا لا نأكل قبل أن يأكلوا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »