محليات

بلدة فارغة من أهلها… ومنازل دُمّرت بالكامل

تقع على خط المواجهة، وعلى تماس يومي مع النار الإسرائيلية.
فعلى بعد 110 كلم عن العاصمة بيروت، تربض بلدة حولا الجنوبية، إحدى قرى قضاء مرجعيون، حيث يحدّها من الشرق قرية هونين والأراضي الفلسطينية المحتلة، من الشمال قريتا مركبا وطلوسة، من الغرب مجدل سلم وشقرا، أما من جهة الجنوب فتحدها قرية ميس الجبل.
تدفع حولا ثمناً كبيراً منذ اندلاع الحرب عند الحدود الجنوبية في الثامن من أكتوبر 2023، كغيرها من قرى المواجهة، حتى لا يكاد يمرّ يوم ولا تتعرض فيه إلى قصف إسرائيلي مدفعي أو جوي، وأما حجم الدمار والخسائر فيها فأصبح كبيراً جداً.
هي قصة معاناة وتضحية عمرها عقود من الزمن، فحولا شهدت أول مجزرة إسرائيلية في لبنان، ففي تشرين الأول من العام 1948 دخل عناصر من الجيش الإسرائيلي باللباس العربي، فاعتقد السكان حينذاك أنهم المقاومين فتجمعوا لتحيتهم، لكنهم كانوا مخطئين، عندها قام المتسللون بإعدام ما يزيد عن 80 مواطناً من القرية.
اعتاد أهالي هذه البلدة على التضحية كما المواجهة، ويقول رئيس بلدية حولا شكيب قطيش، في حديث لموقع mtv: “حال بلدة حولا هي كحال كل قرى المواجهة الحدودية وعند الخطوط الأمامية، وهذا الأمر ليس بجديد عليها وتاريخها يشهد على ذلك”، مضيفاً: “تاريخ إسرائيل يشهد على المجازر واغتصاب الأرض، في حين أن تاريخ حولا والقرى المجاورة يشهد للتضحيات والأثمان التي تُدفع”.
ولكن أي واقع تعيشه البلدة اليوم؟ يكشف قطيش أن نسبة النزوح عن البلدة هي مئة في المئة تقريباً، فقبل الحرب كان عدد المقيمين حوالى ألف عائلة باتوا في عداد النازحين، في حين أن نسبة الموجودين الذين لا يزالون يقيمون في البلدة ضئيلة جداً، ولا تتعدى الـ50 عائلة، وبعضهم من الأفراد فقط. ولفت إلى أن المنظمات والجمعيات تتابع أوضاع النازحين، أما التلاميذ فبعضهم التحق بمدارس القرى المتواجدين فيها والبعض الآخر يتابع دروسه “أونلاين”.
موقع حولا على مقربة من موقع العباد الإسرائيلي يجعلها تدفع الفاتورة الأكبر من القصف والدمار، ويعلن رئيس البلدية أن “نسبة الأضرار كبيرة، ومنطقة بكاملها في البلدة قد دُمرت تماماً، وهناك استحالة في الوصول اليها لمعرفة حجم الدمار الحاصل فيها”، لافتاً إلى أن “الأضرار كبيرة ليس على مستوى المنازل المدمّرة فقط، حيث سقط في البلدة 8 شهداء من بين الأهالي منذ بداية الحرب”.
ومع استمرار الحرب، يدفع أهالي حولا، وغالبيتهم من المزارعين، الثمن من أرزاقهم المتروكة بعد الأضرار التي لحقت بمواسمهم الزراعية.
ويشير قطيش إلى أن الأهالي لم يتمكنوا من قطاف محاصيلهم من التبغ والزيتون والحبوب، والأسوأ أنهم لم يتمكنوا من الزرع للموسم المقبل، فعادة ما يقومون بزراعة أراضيهم في مثل هذه الفترة من السنة.
حقول حولا بقيت “بور” هذا العام ومن دون حراثة، وهناك استحالة في الوصول إليها، بعدما كانوا يمضون يومياتهم بين شتول التبغ، يرصدون عند كل صباح طلوع شمس جديد ليكتب قصّة صمود وحكاية أبناء أرض ما تركوها… هذه الأرض التي ستعود لتنبت، كما أهلها.
الانباء

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »