خاص التحري نيوز

خيارات المواطن العربي… د . خالد جمال.



بسبب الازمة التي تعصف بالحكم العربي، وعدم قدرته على اجتراح حلول، غير القمع. وبسبب انقراض المعارضة البناءة ، وفقدان الأمل في اي مشروع يحمل بعداً تغييريًا للمنطقة. وبسبب تداخل العلاقات المحبطة ، من محلية الى اقليمية الى دولية . وبسبب انفلات الانضباط الحدودي ، وتداخل الجغرافيا. وبسبب الانفلات الاجتماعي، وتداخل الماضي بالحاضر واغلاق نافذة المستقبل، وبسبب الحروب والجوع ومآسي الطبيعة. ماذا يبقى امام المواطن العربي من خيارات لإنقاذ حياته او التفلت منها:
أول هذه الخيارات هو الاستسلام لواقع الحال ، اي اليأس، وهو إحدى الراحتين ، وسيذكر قرينه في آخر المقال . ومع اليأس يعيش المواطن كما يحيا أخوه المواطن، فيقبل برضى ما يعرض عليه في المأكل والمشرب والمسموع والمشاهد، ويقبل الجري خلف ما هو متاح في الملبس والمتنفس والمتعلم والمسكن ، ويرضى بما قسمه الله له.
ثاني هذه الخيارات هي الهروب ، ونحن نسميها الهجرة ، وهي قد تكون شرعية أو غير شرعية ، وقد يسقط على دربها وتضيع منه البوصلة ، التي دائما ما تشير الى الغرب ، حيث حسب اعتقاده سيجد الحرية والعدالة ومستقبل افضل لاولاده ، ولكنه قد يعلق في قارب مثقوب او شاطىء منهوب ، فتتحول رحلته الى جحيم.
ثالث هذه الخيارات ، ان يفجر نفسه ، في كل من يحيط به ، سواء بإرادته او بإرادة التنظيم الذي لا نعلم من يقف خلفه ، لكنه يعده بالجنة حيث لا هموم ولا مشاكل ولكن راحة سرمدية ، وكل ما هو مطلوب منه ان يقدم نفسه كأضحية في الحياة الحالية.
رابع هذه الخيارات ، أن ينتظر المخلص الذي سيأتي في آخر الزمن ، ليملأ الارض نوراً وعدلاً بعد ان ملئت جوراً وظلماً ، وسواء أتى المسيح او الإمام فانه سيحمل معه عدالة السماء ، بعد ان فشل اهل الارض في اجتراح الحلول لمشاكلهم على مدى الزمن المعروف.
ام آخر هذه الحلول فهو الموت. وبالموت الذي هو ثاني الراحتين ، تختفي كل المشاكل فنهاية الكون لك هو بزوالك منه ، اللهم إلا اذا كان هناك من تحمل همه من ذرية ضعاف، ولكن لا بأس فانهم سيكررون بعدك ، ذات خياراتك المتاحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »