خاص التحري نيوز

خاص : نصرة “المقاومة اللبنانية” لغزة تعمّق مأزق “اسرائيل” الاقتصادي…




كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز ”  

بركات نصرة غزة وانتصارها الموعود، سترتد بلا شك وبالاً محتومًا ومحسومًا على “اسرائيل”، لن يقتصر على هزيمتها عسكريًا رغم إفراغها ما في جعبتها من أحدث أنواع الاسلحة، بل سيتعمق الى هزيمتها نفسيًا ومعنويًا، والى إلحاق خسارة هائلة في اقتصادها الذي زادت نسبة انكماشه عن 20%، ما دفع وكالة “موديز” للمرة الاولى بتاريخها لتخفيض تصنيف “تل أبيب” الائتماني، تزامن ذلك مع تعهد البنك المركزي “الإسرائيلي” ببيع 30 مليار دولار من الاحتياطات لدعم العملة المحلية (الشيكل) بعد انخفاض قيمتها أمام الدولار.
هذه الخسائر الاقتصادية والمالية في “اسرائيل” في ستة أشهر، لم تكن لتحصل لولا وحدة وتكامل الساحات، ولولا تشابك صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة مع ضربات أنصار الله اليمنية التي شلت ميناء إيلات وعطّلت حركة الملاحة البحرية وحركة الاستيراد والتصدير فيه، ما رفع أسعار السلع من بينها السيارات، إذ أكدت صحيفة “كالكاليست” “الإسرائيلية” إنه لم يتم تفريغ سيارة واحدة في ميناء إيلات في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى فبراير/شباط. أما حزب الله فتكفل من جانبه بضرب اقتصاد شمال الكيان فشلّه بشكل تام عبر فرضه نزوح ما يزيد عن 100 الف مستوطن من مستوطنات الشمال، وعطّل الحركة السياحية بشكل كبير في الشمال، كما أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” لا سيما في فترة الأعياد، وسط إغلاق تام للأماكن السياحية وأماكن التزلج في جبل الشيخ منذ نحو ستة أشهر. 
ولمن يرغب بمعرفة أو قياس ما فعله حزب الله بمساندة غزة يكفي له أن يستمع اليوم لصراخ مستوطني شمال “اسرائيل”، وهم ينتقدون كل يوم حكومة كيانهم ويتهمونها بأنها تخلت عنهم، حتى باتوا مهجرون ومن تبقى منهم يعيش اليوم في حزام أمني داخل مناطقهم المشلولة بشكل كامل، واللافت أن هذه الصرخة علت وارتفعت نبرتها مؤخرًا في فترة الاعياد اليهودية، وهذا ما عكسته صحيفة “معاريف” التي نقلت عن سكان الشمال تحذيرهم من نفاذ ساعتهم الرملية بعد تهجيرهم من منازلهم وبيئتهم وكل حاجة اساسية يحتاجونها منذ أكثر من خمسة أشهر. تقاطع ذلك مع ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي تحدثت عن غياب اجواء ما يسمى “عيد المساخر اليهودي” عن مستوطنات الشمال، مؤكدة أن المستوطنات من دون خدمات اساسية، موجزة بعبارة :”تم نسيان الشمال”.
من جانبها، توقفت قناة 12 العبرية عند الشلل الذي أصاب حركة التجارة في مستوطنات الشمال، فكشفت عن فراغ المصالح التجارية في الشمال تمامًا من الزبائن والموظفين، في ظل عدم وجود السكان ودون سياح ودون مشترين. كما لفتت الى أن اموال التعويضات التي يستحقها اصحاب تلك المصالح لا تصل اليهم لأنه لا توجد مديرية تعالج من تم اخلاؤهم في الشمال وأصحاب المصالح التجارية التي تنهار،  وكشفت القناة أن معطيات نفقات الائتمان تظهر انه في كريات شمونة وحدها هناك انخفاض بنسبة أكثر من 70%، وفي شلومي 80% في النفقات والمشتريات.
لم يطل الشلل حركة التجارة فحسب، طيف حزب الله حضر أيضًا حتى في الصناعة، التي تأثرت من جوانب متعددة، قصف بعضها، كما فعل حزب الله مؤخرًا بقصف مصنع للنبيذ في أفيفيم، وبعدها بيوم طالت نيرانه مصنع في كريات شمونة يزود الجيش “الاسرائيلي” بمنتجاته، فيما كان سبق ذلك قبل شهر واحد إخراج أهم مصانع إسرائيل لتعبئة الفواكه عن الخدمة، وقبلها مصنع تابع لشركة رافايل للصناعات العسكرية “الإسرائيلية” في منطقة شلومي. ولا شك أن الصناعة في مستوطنات الشمال تضررت أيضًا بسبب تكرار انقطاع الكهرباء هناك وعدم القدرة على إصلاح أعطالها بفعل هجمات حزب الله، كما أفادت وسائل اعلام عبرية.
ولم ينج القطاع الزراعي في “اسرائيل” أيضًا، فأصيب بأضرار فادحة، لعدم تمكن المستوطنين من رعاية وعناية مزارعهم وبساتينهم، ما أدى الى تعفن موسم التفاح وسواه على الأشجار، وتبرز أهمية تعطيل القطاع الزراعي بأن نصف إنتاج “إسرائيل” يأتي من مزارع تبعد مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، بحسب صحيفة “غلوبس” المالية “الإسرائيلية”، كما تعتبر الحدود الشمالية “الريفية” لإسرائيل مسؤولة عن إنتاج حوالي 70 في المائة من الدجاج البياض في إسرائيل في الجليل والجولان، وفقًا لوزارة الزراعة “الإسرائيلية”. وكان بعض تلك المزارع تعرض للقصف من قبل حزب الله في سياق الرد على الاعتداءات “الاسرائيلية” على الاراضي اللبنانية، كما حصل في مزرعة دجاج في مستوطنة دوفيف قبل مدة، ما أفضى الى انخفاض انتاج البيض بشكل كبير. 
خلاصة الأمر، كلما طال أمد العدوان على غزة كلما تعمقت أزمات الكيان “الاسرائيلي” وخصوصًا على المستوى الاقتصادي وكلما ارتفعت حصيلة الأضرار وأضحت أكبر بكثير، ما يؤشر الى أن مساندة حزب الله وأطراف المحور لغزة فعلت فعلها وحققت نتائج مذهلة، واذا أردتم الدليل ما عليكم الا أن تسمعوا صراخ المستوطنين الآتي من الشمال..

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »