خاص التحري نيوز

فيما تصنع السلام، استعد للحرب… طلال الرفاعي .



السلام لم ولا تصنعه الاتفاقات ومعاهدات السلام، بل تصنعه موازين القوى، والقدرات العسكرية، قبل أي شيء آخر. فاذا ما ظنت المملكة العربية السعودية بانها مطمئنة على أمنها بسبب الاتفاق الذي عقدته مع ايران برعاية صينية، فهي مخطئة تمامًا، فما أن تتغير المعادالات حتى تنقلب ايران على عهودها، وهو أمر لا يبدو بعيدًا وفقًا للتطورات في المنطقة. وحينها لن يكون وزن هذا الاتفاق اكبر من وزن الحبر الذي وقع به. لماذا نقول هذا الكلام اليوم؟ لأن شهية ايران العدوانية تزيد يوماً عن يوم وليس آخرها التصرفات الحوثية في البحر الاحمر. ولا يوجد اذى إلا من اسرائيل التي التي تخرق قواعد الاشتباكات مع ايران واذرعها في المنطقة، وكان آخرها الغارة على القنصلية الايرانية في دمشق.
يقول محمد حسنين هيكل في احد مقابلاته، بان اسرائيل حين تحاور اميركا، فكأنها تتحدث الى نفسها، فلذلك فأن التساؤل  اذا كان البلدان يملكان مشروعين مختلفين للمنطقة في غير مكانه، ولكنهما يملكان رؤيتين مختلفتين لنفس المشروع، وهو ضمان أمن اسرائيل على المدى الطويل، ففي حين يرى الاميركان بان تسليم زمام المنطقة الى المتعهد الايراني، سيجعل اسرائيل تعيش في واحة، يخالفهم الاسرائيليون الذين يعتقدون انهم لا يمكن ان يأمنوا للوقت ولتغير الظروف، وان الوقت مناسب لتصفية القضية الفلسطينية، وللقضاء على أذرع ايران التي قد تهدد امنها في حال تغير الظروف.
يأتي وضع الأردن في هذا السياق، فالخوف عليه، لأنه أول نظام حكم ملكي يتعرض للتهديد، وهي سابقة خطيرة قد تتمدد والأرجح الى دول الخليج . بالاضافة الى التصاقه الجغرافي بفلسطين المحتلة، مما يسمح، كما تم التداول مرات عديدة، بجعله وطناً بديلاً للفلسطينيين. والخوف منه لأن الأسرة الهاشمية قد تكون بديلاً لقيادات عدة دول، مما قد يدفع للتنصل منه وقت محاولات اختراق أمنه.
يبدو ان الرؤية الاسرائيلية قد تنتصر في النهاية، لأن اللوبي الذي يدير معاركها في اميركا مرات عدة، قد نجح دائمًا في ترجيح وجهة نظرها في نهاية المطاف، وراجعوا التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »