خاص التحري نيوز

هذا ما دفع ” القوات” للتهدئة .. و” الفتنة” كادت تصل طرابلس والشياح … عمر ابراهيم



بغض النظر عن أحقية مطلب عائلة واصدقاء  المغدور باسكال سليمان  بضرورة كشف كافة تفاصيل هذه الجريمة  التي لا يختلف اثنان على بشاعتها، إلا ما حصل  على الأرض من قطع للطرقات واعتداءات  واطلاق المواقف الطائفية في هذا التوقيت الخطير الذي يعيشه البلد مع استمرار المواجهة مع العدو، كان ابشع واخطر من هذه الجريمة، خصوصا بعد بيان الجيش الذي كشف فيه جانبا مما حصل، واسقط فيه نظرية الجريمة  السياسية أو الطائفية، بناء لما حصل عليه من اعترافات الموقوفين .
وعلى الرغم من هذا البيان الذي صدر عن الجيش وقبله إعلانه بعد ساعات من عملية الخطف عن توقيف المتورطين، إلا أن ذلك لم ينعكس على الشارع الذي بقي “يغلي” على وقع شحنات التحريض  والخطابات النارية التي كانت تصدر على لسان  مسؤولين في حزب  القوات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي   أعادت عبر بعض التغريدات التذكير  بأجواء الحرب الأهلية اللبنانية.
ولعل المفارقة الابرز كانت في تلك المواقف التصعيدية التي صدرت على لسان مسؤولين في حزب لطالما تغنى بشعار الدولة والتمسك بسلاحها في مواجهة  “الميلشيات”، فإذا به يشن حربا على الدولة وفي مقدمتها الجيش بعد تشكيكه في بيانه ، ويعمد إلى ممارسة تصرفات “مليشياوية” تمثلت بحمل السلاح وقطع الطرقات والاعتداء على مواطنين سوريين ومحاصرة آخرين من لبنانيين تقطعت بهم السبل في الوصول إلى منازلهم وتحديدا أبناء طرابلس والشمال الذين كانوا عائدين من اعمالهم لقضاء عطلة عيد الفطر .
وكان واضحا أن التحركات تجاوزت في العديد من المناطق   بعدها الإنساني  والتضامن المفترض مع عائلة المغدور، لدرجة لامست فيها حدود التهديد بفتنة بدءا من منطقة عين الرمانة والشياح التي سير فيها الجيش دورياته وصولا الى طرابلس بعد صدور مواقف من ناشطين فيها تهدد بالتوجه إلى مكتب القوات في المدينة في حال لم يتم فتح طريق جبيل.
ويمكن القول ان عملية الخطف، كانت لاقت منذ اللحظة الأولى استنكارا عارما من مختلف شرائح المجتمع اللبناني وأخذت حيزا واسعا من اهتمام العامة ممن يرفضون هكذا اساليب ، وكادت أن تتحول إلى قضية رأي عام لولا مسارعة حزب القوات إلى تحويلها عن وجهتها وادخالها في زواريب السياسية والنفخ من خلالها في بوق الفتنة الطائفية
ووفق مصادر ” التحري نيوز” فإن اتصالات على أعلى المستويات حصلت خلال الساعات الماضية دفعت القوات الى التخفيف من حدة خطابها ودعوتها مناصريها إلى الانسحاب من الشارع “.
وتضيف المصادر ” ان هذه الاتصالات شملت قوى سياسية وحزبية أخرى لضبط شارعها وعدم الانجرار إلى الفتنة، فضلا عن التحذير من خطورة سقوط قتلى سوريين وإمكانية استغلال هذا الأمر من جهات للتحريض طائفيا، وهو أمر لم يكن مستبعدا في ظل الحملة التي طالت العديد من السوريين وما رافق ذلك من مواقف متضامنة معهم عبر مواقع التواصل، واخرى أعادت تذكير القوات بانها كانت من بين اكثر الداعمين لنزوح السوريين الى لبنان وهي اليوم تدفع ثمن هذا التواجد غير المنضبط في اغلبه”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »